كثيراً ما تظهر عراقيل في الأيام الأخيرة قبل توقيع الاتفاقيات الهامة، والتي توقف حربا أو تنهي نزاعاً بين أطراف محلية أراقت دماء شعبها في معارك خطرها على الشعب أكثر من خطورة الحرب الخارجية.
عراقيل اللحظات الأخيرة، تظهر على شكل (مماحكات) أو محاولات فرض مكاسب جديدة، أو حتى النكوص عن الاتفاق لكسب الوقت، رغم أن جميع الذين يتعاطون العمل السياسي يعرفون أن من يلعب مع الوقت يتجاوزه خاصة في المسائل التي تسيل فيها الدماء، كلما سقط عدد من الضحايا وسالت دماء أكثر أصبح المتورطون منبوذين حتى ممن كانوا يؤيدونهم ويناصرونهم.
إذن، فليس من مصلحة من يتوصل إلى اتفاق ينهي أزمة في بلادهم أن يعرقلوا تنفيذ ذلك الاتفاق، وهذا ما يجب أن يؤمن به ويلتزم به جميع الإخوة فيما توصل إليه من اتفاق بين الأطراف اليمنيين على تنفيذ المبادرة الخليجية التي أخذت في الاعتبار أولاً المصلحة الوطنية العليا لليمن، وذلك بالحفاظ على هذا القطر العربي الهام موحداً مستقراً، وأن يتوقف نزيف الدماء، وأن يستبدل الحوار السياسي بدلاً من الرصاص وعودة تلاحم الوطن بدلاً من شرذمته.
بنود المبادرة الخليجية سعت إلى تحقيق ما يمكن أن يتحقق في ظل ظروف اليمن، وما تشهده المنطقة العربية من تغيرات حالية، كما أن المبادرة صيغت وبنيت على أساس العرف السياسي والدستور اليمني، ومبدأ تداول السلطة على قاعدة الشرعية، وفق توافق سياسي محمي بإرادة اليمنيين أنفسهم قبل ضمان دول الخليج العربي.
إذن، فإن إثارة الاعتراضات والتعلق بـ(مماحكات) لعرقلة الاتفاق وإجهاض المبادرة الخليجية لا يمكن أن تجد القبول وبالذات من أبناء الشعب اليمني الذي يجب أن تؤخذ في الاعتبار الأول مصلحته في إنهاء هذا الوضع الشاذ الذي فرض على بلاده، كما أن أشقاء اليمن، وقبل ذلك حكماء اليمن لا يمكن أن يقبلوا بتعثر المبادرة الخليجية وهي في طريقها للتنفيذ لمجرد مماحكات من أجل تكبير المكاسب أو كسب وقت لا يمكن تجاوزه، بل من يعانده يتم تجاوزه.
JAZPING: 9999