الدين الإسلامي الحنيف لا يقر على الإطلاق مبدأ احتقار الناس وسماحة وعدالة الإسلام ترفض رفضاً قاطعاً التعالي على البشر لأن في ذلك العمل طريقاً يؤدي إلى التقاطع والتدابر والتناحر
بين أبناء المجتمع الواحد وإن ذلك مدعاة لفساد الذمم وإتاحة الفرص للتعدي على الغير وبدون وجه حق؟
إن السؤال المحيّر لماذا يتكبر فلان من الناس على الآخرين هل لأنه أعلى منهم منزلة وأعلى رتبة أم لأنه يملك مالاً كثيراً أم لأنه يملك منصباً حكومياً لم يعلم بأن منصبه أوجدته الدولة لخدمة الناس وليس احتقارهم والتعالي عليهم!! لماذا لا يتم التعامل المستقيم في حياتنا اليومية ولماذا لم نتعامل مع بعضنا البعض من مبدأ الحب والاحترام المتبادل والتقدير لمكانة الإنسان وبغض النظر عن لونه وجنسه ونسبه؟ إن المجتمع وبكل أسف يعاني من التحقير والتصغير والتهميش وهذه الأمور تساهم في ترك ما شرعه الله سبحانه وتعالى من أصول المودة والأخوة والتعاضد والتكاتف؟
إنها بحق ظواهر سلبية لا تمت للعقيدة وللإنسانية بصلة وأصبح كثير من الرجال وحتى النساء وحتى الأطفال يمارسون هذه السلبيات التي تنم عن الجهل والعصبية وعن تدني الأخلاق فمن الافتخار بالجاه والمال والمنصب والنسب إلى القطيعة والتعالي فالبعض يخشى أن يشاهده أحد وهو يجلس مع فقير أو يأخذ بيد محتاج أو يقف مع مظلوم ظناً منه أنه من الشيم والأخلاق والشموخ والكبرياء احتقار هؤلاء وازدرائهم؟ ألم يعلم أن رسول البشرية صلى الله عليه وسلم قال لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقَى أخاك بوجه طلق ولم يهمل دور المرأة ووقوفها مع أختها المسلمة وبالتحديد الجارة، فقال عليه الصلاة والسلام: «يا معشر النساء لا تحقرن جارة أن تهدي لجارتها ولو فرسن شاه) يالله العجب ما دام رسولنا يحثنا بل يأمرنا بعمل كل خير وما دمنا ندرك أن هذه الظواهر لا تمثل إلا الشر فالأولى الابتعاد عنها ومحاربتها ويالله العجب حتى الأطفال في مدارسهم يمارسون هذا التكبر وهذا التعالي والغرور فمنهم من يفخر بمنصب والده وهو لم يعلم ماذا قدم هذا الأب للمجتمع، ومنهم من يفخر بقبيلته ويتباهى في بطولاتها ومنهم من يفاخر بمال والده وكل ما يمارسه الأطفال مصدره الكبار الذين يوردون الحكايات والروايات التي لا تعبر عن التعامل والوئام؟ وكثير من الناس يعتقدون أننا تجاوزنا مرحلة التعصب القبلي من خلال ما نحمله من شهادات علمية عالية وهؤلاء لم يدركوا أن العقول الصغيرة لا تفكر إلا في محيط ضيق وإلا لم نتخلص من هذه العقد ستبقى أعواماً طويلة ونحن نسبح في عالم التخلف والجهل وعندها نفتقد للأمانة والصدق وإشاعة التلاحم بين الجميع، إن المتكبرين يمثلون في تعاملهم وفي تعاليهم وغرورهم الانحطاط الفكري والتأخير العقلي لأنهم لا ينظرون لغيرهم الآن خلال زوايا مظلمة وهم بهذه الأعمال يخالفون تعاليم الرب وأحاديث الرسول ويحاربون التواضع ولم يدركوا أبداً أن من تواضع لله رفعه؟
تواضع تكن كالنجم لاحَ بناظري
على صفحاتِ الماء وهو رفيعُ
ولا تكن كالدخان يعلو صاعداً
إلى سطحات الجو وهو وضيع