إن أكبر معين لمعالي مدير جامعة الحدود الشمالية الدكتور سعيد العمر على النجاح في منطقة الحدود الشمالية أميرها الغالي صاحب السمو الأمير عبدالله ابن مساعد الذي يعد والداً لكل من فيها ومن كان فيها ذات يوم ومن سيأتيها، وحرصه الشديد
على الإنجاز والنجاح، أمير مؤدب في نفسه وفي أبنائه الكرام الذين أصبحوا على علاقة وطيدة مع كل الشماليين، أميرها منذ ستين سنة تقريباً حتى استوت على سوقها، وكانت قبلة تختلف تماماً، حوله رجال متفانون في البحث عن مصلحة المنطقة والمواطن البسيط وعلى رأسهم الوكيل فضيلة الشيخ صالح المحيميد، ابنها الصغير الذي رعته حق الرعاية، هذا المسؤول الواعي والمدرك لمتطلبات المرحلة ومتغيراتها المتسارعة حتى أصبحت منطقة الحدود الشمالية (عرعر، طريف، رفحاء) تزاحم المدن الأخرى بثقة عالية مستمدة من إنسانها الصافي الذي عانى كثيراً من ظروف الحياة الموجعة، الإنسان البسيط الذي يحلم بالأقل من الممكن، الإنسان المفعم بالوطنية ومنظومات القيم والأخلاق، ولذلك يؤمل في هذه الجامعة التي كانت بشرى من خادم الحرمين الشريفين لمواطنيه في تلك الجهات القصية أثناء زياراته الميمونة للمناطق بعد توليه مقاليد الحكم وكانت تلك البشرى دليلاً على هاجسه بتميز عهده حفظه الله برعاية العلم والعلماء والطلاب الذين هم يمثلون المصدر الحقيقي للتنمية وصولاً إلى طموحه في مجتمع المعرفة والنهضة المستدامة...
إن المواطن في تلك المنطقة يتمنى أن تعالج الجامعة جزءاً من مشاكله الحيوية، وتهيئه إلى مستوى أفضل لعيش كريم واستقرار أسري وأمن وظيفي في ظل ما يحتفظ به في جيناته من إخلاص ووفاء وصبر على المر والأمر...ولايمكن لنا أن نتجاهل أن جامعة الملك عبدالعزيز خلال السنوات التي كانت تحت مظلتها لم توفق في إعداد هذه الجامعة الناشئة لتقف على رجليها، بسبب آليات صعوبة اتخاذ القرار في ظل عدم انعقاد مجلس الجامعة القائد الفعلي للمسيرة الذي يتعطل بالشهور والاعتماد على كوادر علمية في رئاسة الأقسام والكليات والعمادات المساندة كانت مشغولة بكثرة الترحال بين جدة وعرعر. إن الإرث صعب ويحتاج إلى قدرات هائلة في تحويل مسار جامعة الحدود الشمالية إلى عالم الأكاديمية والمعرفة والإبداع والتميز البحثي لطلابها وأساتذتها ومعالي الدكتور سعيد العمر مؤهل لقيادة هذا التغيير بكل ما يملكه من مقومات قادرة على استقطاب القادرين على الإنجاز الموضوعي بمعيارية العصر الحديث الذي أصبح يركز كثيراً على الجودة والتطوير والتصنيف العالمي من خلال أدوات القياس العالمي وربما كان عهد النشأة معيناً لمعاليه لأنه يساعد بيسر وسهولة على التميز ومعايير التعليم الحديث ونظرياته العلمية والإدارية التي هي خير معين لدخول التصنيف العالمي والبحث عن التميز من خلال التالي:
1 - اقتراح بتغيير مسمى الجامعة من جامعة الحدود الشمالية إلى جامعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الحدود الشمالية للمعطيات التالية:
أ- أن هذا الأمير القيادي قد أعطى أبناء الوطن من روحه ووقته وصحته الكثير ولا زال يمارس العطاء كأروع ما يكون، ويستحق أن يسمى هذا الصرح التعليمي باسمه تكريماً له...
ب- أنه مؤرخ وقارئ ومطلع ومهتم بمسيرة التعليم العام والعالي على السواء ولم تسم أي مؤسسة علمية أو مركز بحثي أو جامعة أهلية أو غير أهلية باسمه الميمون.
ج- أنها لم تسم ابتداء بجامعة عرعر أسوة بجامعة المجمعة وتبوك وجازان وغيرها من الجامعات الناشئة التي سميت بأسماء المناطق.
د-أن القيادة الرشيدة في ظل تطويرها التعليم وسعيها إلى إنشاء جامعات في المستقبل القريب والبعيد في كل مدينة تعميماً للعلم والتعلم وسعياً في بث روح التمدن والريادة مما يجعل المسمى غير متفق مع جامعات في طريف ورفحاء مستقبلا..
ه- الألم النفسي الذي يعتصر الطالب والطالبة وهو يحمل شهادة يقدمها لسوق العمل باسم (جامعة الحدود الشمالية) وقد حكم عليه بأنه من أهل الحدود، ولا شك أن اسم الأمير سلمان بن عبدالعزيز يعد فألاً حسناً...
2 - الحرص على أن تحظى الجامعة برقم في التصنيف العالمي وذلك بالتركيز على تطوير البوابة الإلكترونية للجامعة ليتم من خلالها تسجيل الطلاب وآليات تسجيل وحذف المقررات واعتماد نظام إلكتروني دقيق يفيد الجامعة في ضبط المسارات الطلابية والمكافآت والتركيز على نتاج أعضاء هيئة التدريس في سيرهم الذاتية لأن عدد الزوار يرفع من درجات الجامعة في التصنيف العالمي، والحرص على توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع المؤسسات الداخلية والجامعات العالمية ومراكز الأبحاث والتعاقد مع العلماء والمفكرين والأساتذة زائرين وكل اسم لامع في مجال البحث العلمي...
3 -العمل على إنشاء عمادات مساندة كالتطوير والجودة لأن مؤسسات التعليم العالمية تهتم بمخرجات ذات قيمة وفاعلية وعمادة التوظيف والريادة ليتم التنسيق مع الشركات الصناعية الموجودة في حزم الجلاميد وحاجة سوق العمل حتى تتجنب الجامعة ما وقع فيه الآخرون من ضخ ما يزيد من معدلات البطالة في البلد والتركيز على الموهبة والإبداع والبحث العلمي والابتكار وتعزيز هذه الثقافة وعمادة التطوير الجامعي والسنة التحضيرية التي تعد الطالب لتخصصه الدقيق بقوة وثبات والعمل على إنشاء عمادات مساندة تهتم بدراسة الحالات الاجتماعية والأسرية والتأثيرات العقلية وآثار مصانع الفوسفات والأسمنت على البيئة وكائناتها.. بتقديم الرؤى الصحيحة والدراسات المحكمة والطرق الناجعة في العلاج والسعي لزرع ثقافة ريادة الأعمال في الطلاب والطالبات من خلال العمل التطوعي والشراكات مع المؤسسات الناجحة.
4 - الحرص على مشاركة المؤسسات الحكومية في فعاليات المنطقة من خلال الكشافة ونادي الطلاب والمجلس الاستشاري لطلاب وطالبات الجامعة الذي تحكمه لوائح وفقرات تصاغ بعناية لتضبط المسار الطلابي في خدمة المنطقة في المحاضرات التوعوية ومهرجاناتها الصيفية ومناسبات الربيع والمشاركة في المهرجانات الوطنية كالجنادرية والملتقيات العلمية والمؤتمرات العلمية لطلاب وطالبات وزارة التعليم العالي.
5 - الحرص على أن تتميز الجامعة بعلم الصحراء والبيئة والحياة الفطرية ودراسات المياه كما تميزت جامعة الملك عبدالعزيز بعلم البحار وجامعة الملك فهد بدراسات البترول في ظل وجود محميات الحرة ومناطق الرعي التي تعين الدارسين والباحثين على الوصول للنتائج بسهولة..
6 - سرعة إنجاز المستشفى الجامعي وسكن أعضاء هيئة التدريس والمدينة الجامعية لتتم العملية الأكاديمية على الوجه الأكمل...
وأخيراً نسأل الله أن يوفق معالي مدير جامعة الحدود الشمالية د.سعيد العمر لقيادتها نحو التميز والريادة... والله من وراء القصد
abnthani@hotmail.com