|
طهران - أحمد مصطفى
انشغلت الساحة الإيرانية خلال الأيام الماضية بأزمة وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي الذي أطيح به من قبل الرئيس نجاد لكن المرشد علي خامنئي رفض قرار الإقالة وأعاد وزير الأمن بضغط من الأصوليين المتشددين.
وقد كشف قرار خامنئي بإعادة وزير الأمن مجددا إلى وزارته عن هشاشة العلاقة مابين خامنئي ونجاد الذي اعتبر قرار الإعادة بمثابة صفعة قوية وجهت إليه؛ وخلال (10) أيام ترك الرئيس نجاد مبني الرئاسة في ساحة باستور وفضل المكوث بمنزله على الذهاب إلى الرئاسة؛ وطيلة المدة التي استغرقت عشرة أيام ظهرت للسطح الإيراني جملة من الحقائق منها (أن الرئيس نجاد وفريقه الذي يضم رحيم مشائي مستشاره السياسي وعلي جوان فكر مستشاره الإعلامي) يعدون العدة لضرب المرشد علي خامنئي من خلال التقليل من مكانته) وقد كشف الرئيس الأسبق محمد خاتمي بمدينة مشهد أمس عن مخطط يقوده تيار منحرف في الحكومة (في إشارة إلى مستشاري الرئيس نجاد (مشائي) و(علي جوان فكر) وآخرون) ينوي اغتيال خامنئي وأضاف خاتمي: لقد حذرنا المرشد خامنئي من ذلك التيار المنحرف الذي يريد السيطرة على النظام برمته وإزاحة خامنئي).
وكان البرلمان الإيراني قد ردد ولأول مرة شعارات (الموت ضد أعداء ولاية الفقيه) ضد حكومة نجاد.
وتعيش إيران ثورة من نوع آخر؛ ثورة صراع داخل النخبة الأصولية كما يقول المحلل الإيراني مراد ويسي) عضو جبهة الإصلاحات والذي أضاف: بأن تيار الرئيس نجاد يسعى للاستحواذ على السلطة وأن الرئيس نجاد يمهد ومنذ زمن طويل لمستشاره رحيم مشائي بخلافته برئاسة إيران وأن يكون هو رئيس للوزراء في حكومة مشائي؛ ويعتقد (ويسي) بأن هناك جمعا كبيرا من الحرس الثوري والبسيج الطلبة يؤيدون تحركات الرئيس نجاد. وأكد المحلل الإيراني مراد ويسي بأن خامنئي لا يمكنه اليوم إزاحة الرئيس نجاد بسبب الخوف من انتشار الفوضي في إيران لأن للرئيس نجاد أنصار في المدن الإيرانية ومؤسسات النظام وأضاف: إن خامنئي لا زال يعتقد بأن وجود الرئيس نجاد يمثل له أفضل ورقة لضرب الشخصيات المعارضة لخامنئي مثل هاشمي رفسنجاني وزعماء الإصلاحات).
وكان ممثلو خامنئي في الحرس قد اتهموا الرئيس نجاد بالعمل على ضرب ولاية الفقيه من خلال احتضانه لشخصيات مثل مشائي لا تؤمن بولاية الفقيه وترى بضرورة الاتفاق مع الأمريكيين في كل شيء.
ويقول مجتبي ذو النور مساعد ممثل خامنئي في الحرس: إن حكومة نجاد تقاد من خلال مشائي وليس نجاد وإن هذا الرجل لا يرى بضرورة تواجد خامنئي بل عليه الرحيل. إلى ذلك ترأس الرئيس الإيراني بعد ظهر الأحد اجتماعا لرئاسة الوزراء، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية مؤكدة بذلك معلومات تحدثت عن قرار للرئيس باستئناف مهماته الرسمية بعد عشرة أيام من الأزمة. ولم يظهر احمدي نجاد منذ 22 نيسان/ابريل غداة الضربة التي تلقاها من المرشد الأعلى علي خامنئي الذي رفض إقالة وزير الاستخبارات.
وقد قاطع اجتماعات لمجلس الوزراء واجتماعات رسمية عدة ولم يتوجه إلى مقر الرئاسة وألغى زيارة كانت مقررة لمدينة قم.
من جهة أخرى يعتقد المراقبون بأن هناك الكثير من الاضطرابات التي سيشهدها الواقع السياسي الإيراني بسبب ارتفاع الأسعار والبطالة والتضخم وأن تلك المشاكل ستحاصر حكومة نجاد في ظل توتر للعلاقات ما بين البرلمان والحكومة. كما أن الأزمة كشفت للمراقبين بأن التهديد الداخلي في إيران سيكون من نفس طبقة الأصولية وليس الإصلاحيين وأن الأصوليين قد ضاقوا ذرعا بحكومة نجاد لذا فإن الانفجار سيكون داخليا.