خلال الأسبوعين الماضيين، ومن خلال هذه الزاوية، كتبت مقالين عن معاناتنا مع النقل الجوي الداخلي بالمملكة بصفة عامة، وعن معاناتنا مع الخطوط السعودية على وجه الخصوص، الأول بعنوان: (إلى متى تستمر معاناتنا مع شركات الطيران المحلية؟)، والمقال الآخر بعنوان: (أيهما أسرع: السلحفاة أم خصخصة الخطوط السعودية؟) وركزت فيهما على ما يواجه المواطن السعودي ولسنوات طويلة من قسوة ومعاناة نتيجة لعدم احترافية النقل الداخلي في المملكة، وانتقدت فيهما تصريحات المسؤولين في الخطوط السعودية وهيئة الطيران المدني الرافضة لإتاحة المجال لبعض شركات الطيران الخليجية بتقديم خدمات النقل الداخلي، على الرغم من عدم نجاح هيئة الطيران المدني والخطوط السعودية ولسنوات طويلة في تحقيق الهدف الإستراتيجي من إنشاء كل من الهيئة والمؤسسة والمتمثل في تقديم الخدمة الجوية الأميز بأقل التكاليف على المواطن والمقيم في المملكة. وبعد نشر هذين المقالين في صحيفتنا الجزيرة، تلقيت عدة اتصالات من بعض الأصدقاء مؤيدين ما جاء في مقالتيَّ ولكنهم في نفس الوقت يعتقدون أنني قد قسوت على هيئة الطيران المدني وعلى خطوطنا السعودية ومنسوبيها.
وأحب أن أوضح في هذا الخصوص بأن مجلس الشورى وفي جلسته المنعقدة يوم الاثنين الماضي الموافق 14-5-1432هـ قد تفضل مشكوراً بالدفاع عن ما طرحته من انتقادات بحق الخطوط السعودية ومنسوبيها، حيث تقدم عدد من أعضاء المجلس بالمداخلات التالية:
- إن الخطوط السعودية أشبه ما تكون بالرجل المريض، وإنها تتلاعب بعملائها.
- إن الوقت قد حان لإعادة هيكلة الخطوط السعودية.
- إن للخطوط السعودية تأثيراً سلبياً على السياحة الداخلية.
- إن الخطوط السعودية تضرب التنمية والاقتصاد الوطني في مفصل.
- إن الخطوط السعودية أخطأت بتطبيق نظام الحجز الجديد مع بداية الإجازة، حيث أربكت حركة المسافرين خلال تلك الفترة.
- يجب أن يكون هناك ناقل وطني جديد في المملكة.
- إن تعامل موظفي الخطوط مع المواطنين هو الأسوأ على مستوى طيران العالم أجمع.
- إن الموقع الإلكتروني للخطوط السعودية هو الأسوأ بين شركات الطيران.
- رواتب موظفي السعودية (6 مليارات ريال) وهو ما يوازي ميزانية دولة أفريقية.
- إن عدد موظفي المؤسسة أكثر من (15) ألف موظف، وهو ما يكبد المؤسسة الكثير من الخسائر ويستحيل مع هذا الرقم أن يُقبل أحدٌ على شراء أسهم المؤسسة عند خصخصتها.
- إن لمعالي مدير المؤسسة (29) نائباً، وقد أبدى أعضاء مجلس الشورى استغرابهم من ضخامة عدد النواب.
- إن هناك انخفاضاً في مستوى نقل الركاب، وإن نسبة الانضباط في الخطوط السعودية لم تبلغ 85% في الرحلات.
- إن أسطول السعودية لم يعد قادراً على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية، حيث إن المؤسسة ليس لديها سوى 89 طائرة فقط.
- إن بعض المسافرين قد ينتظرون (45) دقيقة حتى يرد عليهم موظف السعودية من خلال الرقم الموحد للحجز.
- على الرغم من مرور سنوات طويلة على إعلان الخصخصة، إلا أن تقرير المؤسسة أوضح بأن إيرادات الركاب بلغت (16) مليار ريال، بينما بلغت مصروفات التشغيل والصيانة (17) مليار ريال.
- استغراب أعضاء الشورى من وجود مبلغ أكثر من (5.5) مليار ريال مصروفات ذكرت في التقرير تحت بند (مصروفات أخرى)، فمن سيقبل على شراء أسهم المؤسسة عند خصخصتها بوجود تلك المصروفات الأخرى التي تعادل ميزانية دولة من دول العالم الثالث.
- بعد احتكار سوق النقل الداخلي ولسنوات طويلة، ما زال المسافر يعاني من عدم الحصول على مقعد في الرحلات الداخلية.
وبعد كل ما قيل تحت قبة الشورى من انتقادات ومآخذ على خطوطنا السعودية، هل ما زلتم أيها الأصدقاء تعتقدون أنني قد قسوت على الخطوط السعودية ومنسوبيها.
dralsaleh@yahoo.com