جاء صدور الأمر الملكي الكريم بتعديل خمس مواد من نظام المطبوعات والنشر والمتعلقة بالمخالفات الإعلامية، جاء ملبياً ومتناغماً ومعبراً في ظروفه وتوقيته ومضامينه عن الحاجة الماسة لهكذا خطوة من شأنها ان تنظم وتضبط مجالنا الإعلامي بمختلف وسائله وتقنياته واهتماماته, وخصوصاً في هذا الوقت الصعب والمرحلة الحساسة, وبعد أن أصبحنا أمام واقع إعلامي ضاج وصاخب ومزدحم إلى درجة الفوضى في أحيان كثيرة ومواقف معروفة تزداد تفاقماً وخطورة يوماً بعد آخر..
مع زيادة وتسارع وانتشار الوسائل الإعلامية بأنواعها وتحديداً المطبوعات الورقية والصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية, زادت معها الأخطاء والتجاوزات, واختلطت من خلالها معاني ومفاهيم وحدود الحرية, وبدلاً من استثمار هذه الأجواء الرحبة لتفعيل دور وقيمة الإعلام والاستفادة منه في بث الوعي والتوعية والعمل بمبدأ الحوار والاختلاف والتنوع الثقافي واحترام الرأي الآخر, نجدها تحوّلت للأسف إلى مرتع خصب استغله البعض لتصفية حساباته الشخصية وتكريس ميوله وأهوائه وأفكاره ومغالطاته وأكاذيبه, بل وصل الأمر حد الافتراء الصريح وتوجيه الاتهامات الباطلة والطعن بالذمم هكذا ببساطة وبلا وازع ديني أو رادع أخلاقي, إضافة إلى محدودية أو ربما غياب المحاسبة النظامية والقانونية من الجهات ذات العلاقة بالقضايا الإعلامية..
كثيرون يجهلون أنّ التطاول المهين والتجريح الشخصي والاتهام بلا دليل عبر أية وسيلة إعلامية لا علاقة له بحرية التعبير، وهو في معظم الدول وفي مقدمتها التي لديها سقف حريات مرتفع، يُعد خطأ أحمر وعملاً مرفوضاً تترتب عليها محاكمات قضائية وملاحقات قانونية وعقوبات صارمة, لذلك نحن سعداء بإقرار هذا التنظيم قبل ان تتطور الأمور إلى اسوأ مما وصلت اليه, لكن يبقى الأهم وهو تفعيل الأمر السامي الكريم وتطبيقه على أرض الواقع والالتزام ببنوده حماية للأبرياء وحفظاً لحقوقهم وكرامتهم..
قوة الهلال مذمة
من باب التقليل من إنجاز الهلال وعدم الاعتراف بتفوقه، يقولون: حقق بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي لأنه دوري ضعيف, وهذا بحسب قولهم يعني أن الهلال هو وحده القوي والبقية كلهم ضعفاء وخصوصاً الكبار والمنافسين منهم على البطولة, وفي هذه الحالة واذا سلمنا بصحة كلامهم وسلامة مقاصدهم وحتى تكتمل الصورة ويكون الكلام واضحاً ومنطقياً ومفهوماً على الأقل بالنسبة لجماهيرهم، لابد ان يقودنا هذا إلى السؤال التالي: ما سر ضعفهم؟
السر في تقديري يكمن في فشل الإعلام المحسوب والقريب والوصي على هذه الأندية في قراءة ما يجري وما هو مفترض ان يكون في حينه، من السهل على كتّابهم وخبرائهم أن يقولوا كل شيء عن اتحاد الكرة ولجانه, عن تآمر الهلاليين عليهم وأنهم السبب الأول والأخير في خرابهم وتدهور نتائجهم، عن انحياز الإعلام وظلم الحكام, في الوقت الذي يغيبون فيه ويصمتون ويغضون الطرف عن كشف واكتشاف حقيقة معاناة وإخفاق أنديتهم..
طيب، إذا كانت أوضاعكم بهذا الشكل وان هنالك تدخلات خارجية رسمية وأخرى هلالية لا تريد الخير لأنديتكم, وأياد خفية مخربة وأطراف مندسة تسعى إلى تدميركم، فلماذا تطالبون الآن بإقالة رؤسائكم والبحث عن رؤساء بمستوى ومكانة ودعم وبذل وثقافة الأمير عبد الرحمن بن مساعد, وبطرد مدربيكم والتعاقد مع مدربين بمواصفات كوزمين وجيرتس وكالديرون, والاستغناء عن اللاعبين الأجانب والاستعانة بآخرين بثقل وشهرة ويلهامسون ورادوي, وإبعاد مديري الكرة واختيار مدير بخبرة وشخصية وفكر سامي الجابر, وقس على ذلك اللاعبين السعوديين ومواقف أعضاء الشرف مقارنة بما يحدث في الهلال طالما أن كوارثكم ومشاكلكم تأتي من غير هؤلاء؟
جربتم تغيير أكثر من إدارة ومدرب ولاعب, أنفقتم وخسرتم مئات الملايين, بذلتم وتعبتم ورغم هذا كله لم يتغير من واقعكم شيئاً, لا بل زادت أموركم سوءاً لأن مستوى تفكيركم وطريقة تعاملكم مع أنفسكم ومنافسيكم ومع ما يدور من حولكم، كانت وما زالت أسيرة أفكار من نسج خيالات هي للأوهام أقرب منها للأحلام..
رشوة مرة واحدة ؟!
بتصريحات رئيسه وعضو اتحاد الكرة مصلح آل مسلم، وتأكيده على وجود قضية رشوة من أطراف في نادي الوحدة، بالتنسيق مع لاعب سابق وآخر حالي في فريقه، فجّر نادي نجران من جديد قنبلة مهولة خطيرة ومفزعة لها أبعاد أخطر ومسببات وأدوات وعواقب مباشرة وغير مباشرة محلية ودولية تمتد إلى ما هو أبعد من نتيجة المباراة ومن فريقي الوحدة ونجران, بحيث تمس وتؤثر على سمعة الكرة السعودية وأنديتها ومسابقاتها..
من حق نادي نجران ان يدافع عن حقوقه, وان يبين موقفه وان لا يكون جزءاً من هذه الفضيحة البشعة إذا صحت روايتها وفصولها وتفاصيلها المتداولة, لكن ليس بهذه الطريقة المعلنة واللغة الحادة المتصاعدة التي يرون انها الوسيلة الوحيدة التي ستحفظ لهم حقوقهم, وإنما عن طريق القنوات النظامية الرسمية، وبعيداً عن التورط في اتهامات لم تثبت قانونياً بعد باتجاه نادي الوحدة وغيره من الأشخاص الذين اتهمهم آل مسلم بالاسم, الأمر الذي سيضعف موقفهم فيصير الطالب مطلوباً..!
حالياً وبعد أن أصبحت القضية مكشوفة ومنتشرة على كل لسان وفي كل مطبوعة وقناة، فمن المفترض ان لا تبقى معلقة ومهمشة ومنسية, وأن يسارع اتحاد الكرة ويبدأ فوراً بفتح ملفها ومناقشاتها من كافة جوانبها، بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الاختصاص واتخاذ القرارات الحازمة حيالها ومعاقبة كل من تثبت إدانته كائناً من كان, وحتى تكون الحادثة وقراراتها الرادعة عبرة لكل الأندية التي تسوّل لها نفسها الدخول في هذا العمل المحرم المشين..
- الموقف السلبي للاتحاد الآسيوي من مخاوف وتحذيرات الأندية السعودية، وعدم اهتمامه بالتهديدات والتصريحات العدائية ضد المملكة من كبار المسئولين الإيرانيين، أمر غريب ومريب لا يجوز السكوت عليه..
- أتمنى أن لا نبالغ في المطالب ولا نتوقع من مدير المنتخبات الجديد محمد المسحل ما هو أكبر من صلاحياته وحدود مسئولياته..
- إذا كان ممنوعاً على نجوم كبار بخبرة وتجربة وإنجازات يوسف خميس ومحيسن الجمعان ومحمد عبد الجواد انتقاد ما يجري في النصر والأهلي، فمن هم المسموح لهم والموثوق بآرائهم ؟!
- من يدافع عن سلوكيات وتصرفات المتهور إبراهيم هزازي هو بالتأكيد عدو لدود لرقي وطموح ومستقبل الأهلي..
abajlan@hotmail.com