تأمل ما استطعت تأمله من كف يمتلكه جسدك..
وتأملي أنتِ كذلك.. ثم قولي ما الذي خرجتِ بهِ من تأملِ كفك!؟
وهل وجدتِ ما يستحق التأمل!؟ وهل ستفكرين في تأملٍ لاحقٍ!؟
ومتى، وكيف، وأين، ولماذا!!؟
هذا، وأنصح المتأمل بتدوين النتيجة التي إليها يصل.
كَتَبَ: (من الذي سينطع قلبه المورق بالشوق إذا توهج صباحك بحركة يديك وهما تربطان ألق شعرك المتمرد).
انتهت العبارة التي بُدِئتْ باستفهام، ولم تختم بعلامته فبقيت بين لغة الاستفهام، ولغة الإخبار أراوح..
هل كل القلوب مورقة بالشوق؟ أم نال بعضها من صحراء الجفاف ذرة تراب حارقة..
القلوب المورقة هي من ستتأمل كفاً تحركت كي تربط ألق شعرٍ متمرد.. وهل أشد من شعور النساء تمرداً في الحياة!!
- إن لم تتأمل كفك وأنت تتعامل بها.. وتستعملها، كان هناك من تتأملها لك وهي تسترجع لوحة، خيالية الأبعاد، رسمتها لها.. أو قصيدة شعر لازوردية كتبتها فيها.. أو تمثالاً مشعّاً نحته بعد أن انتصبت صورتها وانطبعت في ذاكرتك بنورانية حبك لها وهيامك معها..
- من تعبث بعقد لؤلؤ تدلّى من عنقها، تتحسس نعومته، تستدير أناملها مع استدارة اللؤلؤ، يقع طرف إبهامها على فتحة عبر من خلالها خيط العقد.. من تفعل ذلك؛ هل تأملت، في المرآة، عقداً يجمّل عنقها دون استطاعتها مسّه أو تحسس نعومته المخملية لأن كفها معاق!!
أو لو كان كفها معاقاً!!
- الطفل في اضطجاع والدته عن يمينه يضج ببكاء لا ينتهي إن هو امتد كفه إلى اليمين وتحسس المكان ولم يجد سوى تعرجات المفرش وبضع مخدات مبعثرة، فقد سبقته والدته في الاستيقاظ والنهوض عنه!!
كيف لكِ أن تشعري بأن أضلع من احتضنته تكسرت مع أضلعك واتحدت وذابت إن لم تطوقيه بذراعيك.. وتحكمي تقييده بكفيكِ.. ويحكم قيده معك أيضاً..!!؟
وأنت تتأمل كفك.. وتنوي تسجيل ما انتهى إليه تأملك.. بماذا قررت التسجيل..!؟
هل لو أمرت القلم أن ينساب على الورقة سينساب..!؟
هل لو استدعيت الورقة أن تحضر.. وتأتي إليك.. هل ستأتي أو تحضر..!!
لو مالت الورقة من تحت ذراعك هل تظن أنها ستنتبه لميلانها وتستقيم على وضعها السابق دون تدخّل من كفك، أناملك، يدك..!!؟
صفق لي إن أطربك حديثي.. أمتعك.. ارتفع بك إلى أبعد من ثرى الواقع.. وثريا الخيال..
صفق لي وأطل زمن التصفيق.. واجعل صوت تصفيقك يرتفع.. ويرتفع.. ثم يرتفع..!!
ثم تأمل بماذا صفقت لي حتى اشتدت فيهما الحمرة واتقدت..
بكفيك.. بكفيك..
وبدونهما لن أدرك أنك طربت معي، لأن الحنجرة أضيق من أن تدفع الصوت إلى الخارج بقوة النشوة في الداخل.. وبوهج الاشتعال..
ولكن أي التصفيق أقوى أثراً وأثبت في روحي..
وهل نتفق أنه تصفيق لهذه المقطوعة اللا زوردية:
(تلهبين نهاراتي بغيابك.. غياب يعطر أزماني.. غياب يستصرخني.. غياب يملأ خلواتي بأنفاسك.. بهمسك.. برفيف شفتيك.. أأنت مخلوق من جوهر الغياب الخالص؟ أيتها الفرس الشموس الجموح.. سيتهاوى الجواد أخيراً إن آثرت ذلك.. لأن الفروسية هبة الفرس وموهبها!! ألا تسمح الأيام بلقاء من يعلمني اكتشاف أسرار الأنامل؟ أو أن نكب على كتاب محبوب نقرأه وحيدين؟).
الأنامل.. الكف.. اليد.. جزء من جسد محسوس.. تدركه الحواس الخمس.. بيد أنها تلهب حاسة لا نراها.. لا نسمعها.. لا نلمسها.. لا نتذوقها.. وتحدث فينا الضجيج.. أو ترحل بنا إلى سماوات العبث.. وفوضى الحواس..
يقع الحبر على الورقة بأمر من اليد.. ويوقعنا ذلك الحبر، وتلك اليد في موج حاسة تغمسنا وتخرجنا مبللين وغير مبللين..!!
P.O.Box: 10919 - Dammam 31443
bela.tardd@gmail.com