لعل أول حاكم في عصرنا الحديث حظي بلقب (مخلوع) هو الشاهنشاه أريمهر محمد رضا بهلوي ملك إيران. وقد أطلق عليه هذا اللقب المُهين بعد أن كان يطلق عليه لقب ملك الملوك، أو بالأصح هو الذي أطلق هذا اللقب على نفسه حينما كان يمثل شرطي أمريكا في الخليج لأنه كان يعتقد بأنه سيبقى الحاكم الوحيد في العالم الثالث بل كان يظن أنه الوحيد والأوحد والقوي الذي لا يهاب إلا أمريكا!! ولكن أمريكا وبعد أن فلت زمام الحكم من يده وأحاطت بقصره الجماهير سرعان ما تخلت عنه وتبرأت من جرائره بل رفضت حتى استقباله كحاكم مخلوع مما دعاه أن يقول. يا للأسف لقد تخلّت عني أمريكا رغم خدمتي الطويلة لها وها هي تلقيني كالفأر الميت (!!) واليوم ومفردة (الحاكم المخلوع) تتردد في الأسماع من جديد بعد الثورات العربية المتلاحقة في الشرق الأوسط فقد تولدت مفردة أخرى عنها ألا وهي حاكم (يرقل) أي لم يزل يتمسك بالكرسي الرئاسي مع أن كرسيه (يهتز) وقد سقطت منه بعض المسامير من مثبتاته، ومن هنا اسمحوا لنا أن نتحدث عن (الحكام الرقلة) الذين لم يصلوا إلى مرحلة الخلع بعد. فواحد منهم يقال: إنه وفي قمة (زنقته) قال بالحرف الواحد: لقد استلمت الحكم وعدد سكان هذا الوطن مليونا نسمة ولن أتخلى عنه إلى أن يعود تعداد سكانه إلى نفس الرقم (علماً بأن هذا الحاكم جثم على كرسي الحكم لمدة 42 عاماً وتعداد مواطنيه قد أصبح الآن عشرة ملايين نسمة(!!).
أي أن عليه أن يواصل القتل المستمر من ذلك الشعب حتى يعود به إلى الرقم الأول. أي يبيد (8 ملايين مواطن) ثم قال أيضاً: لقد تسلمت هذا البلد شبه صحراء و(عمرته) أربعين عاماً، ولذا سأعيده إلى ما كان عليه (أي بالقصف والتدمير) ثم أضاف أيضاً: لقد عملت نهراً صناعياً يمتد من أقصى البلاد إلى أقصاها وأسميته النهر الأخضر، ولن أترك الحكم إلا حينما يصير هذا النهر أحمر وهذا لا يتم إلا بدماء الشعب.
فبالله عليكم أيها القراء هل سمعتم بهكذا حاكم (راقل)؟! بل ومخلوع أيضاً يفكر هكذا؟