|
عن دار الحضارة صدر كتاب (سير فيها عبر) من إعداد الأستاذ الصادق أحمد عبدالرحمن تضمن قصصا وعبرا من حياة بعض الصحابة رضي الله عنهم..
وأورد المؤلف ما فعله أبو بكر الصديق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى اجتمع الناس حول منزله بالمدينة لا يصدقون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فقدم أبوبكر ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف الغطاء عن وجهه الشريف وهو يقول: طبت حياً وميتاً يا رسول الله وخرج رضي الله عنه إلى الناس وقال لهم: أيها الناس من كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
كما ذكر المؤلف أن خلافة الفاروق عمر شهدت اتساع الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وكثرت الفتوح الإسلامية للبلاد ففتحت في عهده الشام والعراق وإيران وأذربيجان ومصر وليبيا، وتسلم عمر مفاتيح القدس وكثرت في عهده الأموال وامتلأ بيت المال فلم تشهد الدولة الإسلامية عهداً أعظم من ذلك العهد.. ورغم ذلك الثراء كان عمر يعيش زاهدا.. فكان لا يجمع بين ادامين ولا يخاف أحداً لعدله فقد حكم فعدل فأمن فاطمأن.
وأشار المؤلف إلى قصة عن الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي قصة تؤكد عدله وحبه للناس وزهده وقناعته..
قال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان رضي الله عنه يطعم الناس طعام الإمارة، وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت.
وأورد المؤلف قصصاً عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه منها حرصه على شؤون امته وسيره بنفسه في الأسواق وأمره للناس بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان.
وكان يوزع كل ما يدخل بيت المال من الأموال بين المسلمين وقبل وفاته أمر بتوزيع كل المال، وبعد توزيعه أمر بكنس بيت المال ثم قام فصلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة.
واشتمل الكتاب أيضاً على قصة لأول من جهر بالقرآن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه..
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عالما حكيما، ومن أقواله المأثورة قوله: أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة وكان رضي الله عنه يقول: إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
وعندما مرض عبدالله بن مسعود مرض الموت دخل عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه يزوره وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقال عبدالله: الطبيب أمرضني، فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال وكان عنده تسع بنات فقال عبدالله: لا، إني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبداً).