لا يختلف اثنان على أهمية العمل الجماعي ونعني به هنا كل ما يتعلق بنشاطنا في مجالنا التشكيلي بل يتفق الجميع على نتائجه وإيجابيات القيام به خصوصا إذا كان الهدف منه دعم الساحة وتحريك الساكن وتحريض الفنانين على ممارسة إبداعهم وإقامة الفعاليات التي تثري المنافسة الشريفة من خلال تقديم التجارب الجديدة، ابتداء من المعارض الثنائية إلى المعارض التي يحشد لها أسماء تصل إلى المائة أو ما تم من تجربة تشكيل الجماعات (بيت القصيد في حديثنا اليوم) وهي تجربة عالمية لها حضور على المستوى العربي والمحلي باستثناء بعض من دول الخليج التي اكتفت بوجود جمعيات تشكيلية احتضنت الجميع.
وإذا عدنا ووضعنا واقعنا المحلي تحت مجهر التعرف على هذه التجربة لوجدنا أنها تجربة غير مكتملة، لم يتسنَّ ويهيّأ لها الظروف التي تعينها على النمو الصحيح فكثير من هذه الجماعات ظهرت في فترة وجيزة ولم يعد له حضور أما البقية الباقية منها لا زالت قائمة يتحرك أعضاؤها بين فينة وأخرى (البعض) منهم يقدم الجديد من تجاربهم و(البعض) الآخر يكرر نفسه، ومع ما كان يؤمل في هذه الجماعات من دفع ودعم للساحة بالأنشطة المستمرة على مدار العام إلا أنها تراجعت في الفترة الأخيرة وأصبحت معارضها سنوية أو تتجاوزها إلى ما هو أبعد فخبا صوتها وقل تفاعل الساحة معها ولم يعد لأي من أنشطتها ما يلفت النظر أو يبعث المنافسة، (البعض) منها شكلها فرد واحد والبعض الآخر تشكلت بفعل تقارب وجهات نظر بين عدد من التشكيليين، (البعض) منها سيطر عليها أسلوب العمل الإداري واتخاذ القرارات الفردية من قبل مؤسسها فشابها كثير من تذمر أعضائها مما أدى إلى إحساس البقية أنهم تابعون وليسوا مشاركين أما البعض الآخر فوجد أن فكرة الجماعة لم تكن بالتوقع الذي كان يحمله سابقا عنها، إذ لا يتعدى دورها أو مهمة المسئول عنها عن جمع اللوحات وطلب الدعم المادي، إضافة إلى أن ما يتم القيام به من قبل المعني (ببعض) تلك جماعات من سعي لإيجاد دعم مادي من القطاع الخاص أو الرسمي لا يرى منه إلا ما يبل أطراف الشفاف.
نختم بالقول إن ما بني على باطل فهو باطل وما يتم من تشكيل جماعات تشكيلية لم يكن مبنيا على قواسم مشتركة أو هدف واضح، كالأسلوب الفني أو المستوى الثقافي الذي يؤدي إلى ابتداع الفكرة المشتركة والثيمة الخاصة بهم أو بأي معرض يقام لهم وإنما كانت الفكرة المشاركة في أعباء المعرض تحت مظلة (تشجيع المواهب) فأصبحت معارض (بعض) تلك الجماعات (كوكتيلاً) لا يمكن تحديد طعمه أو رائحته.
أخير.. أود أن أشير إلى أنني كررت كلمة (البعض) حتى لا يشك من بقلبه مرض أني أعنيه (ومن على رأسه بطحا فليزيلها بالماء البارد).
monif@hotmail.com