البحـــــرين جزء من خليجنا وإحدى خفقات قلبنا الخليجي وقد تجاوزت أزمتها السياسية بحمد الله ثم بتلاحم شعبها مع قيادتها ووقوف أشقائها معها، وبقي على دول الخليج العربي أن تساعدها على تجاوز ذيول أزمتها الاقتصادية لعودة كامل الدماء إلى عروقها التجارية.
وقد شدني اقتراح رشيد في هذا الجانب طرحته الكاتبة المتميزة أسماء المحمد في زاويتها بصحيفة «عكاظ» حيث اقترحت أن تعقد قمة مجلس التعاون القادمة في البحرين، حيث سيكون لها مردودها الكبير على «البحرين الشقيقة» داخلياً وإقليمياً وعالمياً واقتصاديا، إذ سيؤكد عقد القمة هناك وحضور زعماء دول مجلس التعاون للمنامة على استقرار البحرين فضلاً عن أثر ذلك في مسح بقايا الأزمة التي مرت بها وإشعار أشقائنا بأن قادة الخليج معهم، وأخيراً بث رسالة عملية للعالم تقول: (إن البحرين بلد آمن مستقر وأن مناخه الاقتصادي عاد لوضعه الطبيعي).
البحرين فلذة من كبد خليجنا، وما يطمنئه يطمئنا، وما يضره يضرنا ورحم الله غازي القصيبي عندما قال:
(نسيت أين أنا إن «الرياض» هنا
مع «المنامة» مشغولات بالسمر
وهذه ضحكات الفجر في «الخبر»
أو «الرفاع» رنت في موسم المطر)
ولا الجود يفنيها
إذا هي أقبلت..!!
رحم الله هذا الرجل الذي انتقل إلى رحمة الله قبل بضع سنوات، لقد وضع في مدخل مجلسه هذين البيتين الجميلين الكريمين الدالة على كرم أخلاقه وسخاء نفسه حقيقة لا قولاً:
(إذا جاءت الدنيا عليك فجُد بها
على الناس طرأ قبل أن تتفلتِ
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا هي ولت)
والغريب بل والجميل أنه ليس ذا سعة كبيرة من المال.. أعني ليس من كبار أهل المال والأعمال.. وإن كان بخير.. لكن عندما تسمع عن عطائه وسخائه على المحتاجين يجعلك تظنه من أغنى الناس.
إنه غنى النفس.. وسخاء الذات وإرخاص المال تجعل الإنسان يحتل مراتب النبلاء والكرماء، وإن كان ليس من ذوي الملايين العديدة.
أنا الآن أتذكر هذا الراحل الجواد عندما قرأت هذين البيتين في صفحة كتاب وليس على جدار كريم.
رعاكم الله أيها الكرماء.
المتعة الأجمل
لقد صدق الأديب العربي «النوبلي» نجيب محفوظ عندما قال: «إن أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف بصري»!
أجل..!
إن من يحرم القراءة يُحرم واحدة من أجمل وأكثر متع الحياة، ولن يقضي على هذه المتعة، وينقص منها أو ينال من قيمتها هذه الفضائيات التي تمطرنا بقنواتها وغثائها.
آخر الجداول
هذان البيتان مطلع قصيدة جديدة للشاعر د/ عبدالعزيز خوجه الذي لم تشغله هموم الإعلام عن أطياف الأنعام:
(خذي قلمي خذي قلبي خذيني
فديتك ما تبقى من سنين
وهيَّا في ضلوعي فاسكنيها
لعلك تسمعي رجْعَ الحنين)
فاكس 4565576
hamad.alkadi@hotmail.com