Saturday  07/05/2011/2011 Issue 14100

السبت 04 جمادىالآخرة 1432  العدد  14100

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أحيي في خريجي اللغة العربية كفاحهم المتواصل في سبيل الحصول على الوظيفة والظفر بموطئ قدم في أرضية وزارة التربية والتعليم الشاسعة بمدارسها المنتشرة في كل شبر وقدم ومتر وياردة من هذا الوطن الكبير. وأغبطهم على صمودهم وتمسكهم بحبال الأمل التي كلما امتدت جاء مَنْ يحاول قطعها أو نقض فتلها؛ لتغدو حبالاً ذائبة تنقطع بمن يتمسك بها أو يشدها؛ فتلقيه في دوائر اليأس والقنوط والإحباط.. تلك الدوائر ازدادت اتساعاً منذ اللحظات التي رفضت فيها وزارة التربية والتعليم توظيفهم؛ لتعمق الدائرة التي تحوي كل تلك الدوائر، وهي دائرة البطالة بفراغها القاتل الذي لا تغرب عنه شموس الملل والكآبة والقلق من المصير المجهول، وكل ذنبهم أنهم وقعوا فرائس سهلة لسوء التخطيط من قِبل الجامعات وفتحها الأقسام بعشوائية، ربما اعتمدت فيه على تصريح مسؤول سابق في وزارة التربية والتعليم بقوله إن الوزارة بحاجة لخريجي تخصصات اللغة العربية لعشر سنوات قادمة، وهو تصريح فيما بدا لي عاطفياً لم يستند إلى إحصاءات وأرقام، أو أن في اختطاف أرقام وظائف أفترض أنها مخصصة لخريجي اللغة العربية لحساب خريجين من تخصصات أخرى لتدريس اللغة العربية التفسير في نسف هذا التصريح غير المقنن!

خريجو اللغة العربية واصلوا بكل صلابة مشوارهم لإثبات أحقيتهم بالتوظيف؛ فأنشئوا موقعاً إلكترونياً نشطاً لعرض قضيتهم ومتابعتها إعلامياً وجماهيرياً واستقطاب الدعم والتأييد المعنوي من رموز المجتمع ولفت أنظار المسؤولين لهذه القضية التي تخص شريحة واسعة تُقدَّر باثني عشر ألف خريج وخريجة، يقفون على أبواب التوظيف منذ سنوات، لكن هذه الأبواب ظلَّت موصدة مُحْكمة الإغلاق في وجوههم، وبأمل فتحها في يوم قريب بدأت تلوح بوادره في الأفق وبقوة منذ اللحظة التي أصدر فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وعافاه - أوامره بتثبيت موظفي البنود وموظفات محو الأمية وكل الحالات المشابهة أو المماثلة، واستحداث آلاف الوظائف المدنية والعسكرية لدعم قطاعات الدولة بالكوادر الوطنية المؤهَّلة.

لم يقتصر سعي هؤلاء الشبان الأشاوس في سبيل تحقيق أحلامهم على مجرد تدشين موقع إلكتروني قد لا يعود عليهم بفوائد سريعة وسط الكم الهائل من المواقع الإلكترونية المماثلة، بل تجاوزوا حدود الإنترنت الرحبة إلى فضاءات أرحب وتحت أشعة شمس الرياض المحرقة، وتوجهوا للوقوف أمام مبنى الوزارة في اصطفاف بديع ومثالي يدل على رقيهم وحضاريتهم وإدراكهم أن الحلول لا تأتي بالفوضى، وإنما بالحوار المباشر والمثمر مع المسؤولين.

حضور ممثلي الخريجين لمبنى الوزارة ووقوفهم الطويل وحواراتهم مع المسؤولين لم تثمر ولم تخرج بعظيم ولا قليل فائدة، بل إن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم قد أًصيبوا بفوبيا عنوانها «معلِّم اللغة العربية». فوبيا تحمل مضامين الخوف من التعامل مع هذه المشكلة المعقَّدة في نظرهم أو مواجهة المعلمين وحل المشكلة المعلقة. وزارة التربية والتعليم اكتفت بوضع لوحة عريضة كتبت عليها «لا نحتاج إلى تخصص اللغة العربية»، هذه اللوحة الصادمة لم تُحبط المعلمين وإنما قوَّت عزيمتهم على المضي لمواجهة المشكلة بشجاعة؛ فتوجَّهوا لمقابلة خادم الحرمين الشريفين لعرض مشكلتهم وهم على يقين بأنهم قد وجهوا بوصلتهم في الاتجاه الصحيح، وبانتظار حسمها من أبي متعب.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
فوبيا معلِّم اللغة العربية!
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة