بعد الإعلان عن الأوامر الملكية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - قامت الجهات المعنية بالتحرك واتخاذ اللازم كل في ما يخصه، ووزارة العمل إحدى تلك الجهات التي لديها حمل يعادل مليون وتسعمائة عاطل قاموا بالتسجيل الإلكتروني في
برنامج (حافز)، الذي يقوم بحصر المتقدمين، ثم صرف الإعانة طبقاً للأمر الملكي الذي كان واضحاً وصريحاً وهو صرف إعانة للباحثين عن العمل فقط دون ذكر مؤهلات علمية إذا لم تتوفر لهم فرص عمل. كما أن وزارة العمل تعمل على وضع الضوابط المحددة بالأمر السامي حتى الانتهاء من إعدادها ليتم رفعها إلى المجلس الاقتصادي الأعلى الذي بدوره سيرفعها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين للتوجيه بشأنها.
إعانة البطالة هي ديدن الدول المتقدمة وتسمى (unemployment paid)، حيث يتم دفع مبلغ للعاطل ودفع إيجاره السكني حتى يحصل على وظيفة، وطبعا المبلغ يكون حسب احتياج العاطل وبالتأكيد أقل من راتبه الوظيفي ولكن الحكومات تدفع هذا المبلغ حفاظاً على الطبقة المتوسطة حتى لا تنكمش وتنزل إلى الطبقة الأقل وتحصل الكوارث التي عادة ما تكون الحكومة في غنى عنها، التي ستبدأ بالمشاكل الاجتماعية داخل الأسرة ثم تنتقل في الخارج وتصل إلى حد الجريمة، وتتحول إلى مشاكل أمنية.
خلال استقباله للجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية بالرياض، صرح سمو النائب الثاني بأن الشباب اليوم هم عماد المستقبل وحملة راية التنمية.
فيما أكد أمير منطقة مكة المكرمة عزمه على الاستفادة من العقول الشابة للنهضة بالمنطقة. خلال ترؤسه اجتماع المجلس التأسيسي الأول لجمعية شباب مكة للعمل التطوعي الخيري في جدة، مضيفاً هذه الجمعية يجب أن تكون مختلفة في كل شيء، في الفكر والعمل والأسلوب، لأنها ستحقق نقلة نوعية في العمل التطوعي.
إن الشباب هم وقود الأمة، ووجود 8 ملايين أجنبي في سوق العمل السعودي من أصل تعداد 28 مليون نسمة، يعطينا الحافز الحقيقي للتركيز على حل مشكلة البطالة ليس فقط بإنشاء (حافز) ولكن بتدريب الشباب وتأهيلهم في معاهد محلية وليس بالضروري أن تكون عالمية، لكن المهم أن تعلمهم كيف يصطادوا السمك. وذلك بوضع خطة إستراتيجية تستهدف الشريحة الأكبر من المليون وتسعمائة ألف عاطل، تنتهي خلال عام 2015م، بمعنى إذا كان السواد الأعظم أعمارهم تتراوح بين 20 - 25 فإنهم عام 2015م ستكون أعمارهم بين 25 - 30 وبهذا نكون قمنا بعملية الإحلال أي أن الشباب الذين تم تدريبهم وتأهيلهم وتوظيفهم بعد 4 سنوات ترقوا وأصبحوا في الدرجة التي تلي درجتهم. وبهذا نكون حققنا الهدف المرجو وحافظنا على الطبقة الوسطى من الانهيار.
والله الموفق..
turki.mouh@gmail.com