أكدَ الكاتب الياباني نوبوأكي نوتوهارا أن الأطفالَ العربَ يعانون من الإهمال والقمع فيكبرون غير مبالين بالحياة، وأن من يبدع منهم في المستقبل يبدعُ بالصدفة، ورصدَ نوتوهارا سلبياتٍ في المجتمعات العربية منها: مشكلة تقديس النموذج الواحد «أشاهدُ الناس ملابسهم متشابهة، وسلوكهم متشابه، وأفكارهم متشابهة» وبالتالي لا يوجد تفرد عند الإنسان العربي.
جاءَ ذلك في ثامن لقاء تفاعلي للقراءة بأدبي الجوف، حيث قدَّم القاص والشاعر عبد الرحمن الدرعان قراءة في كتاب «العرب وجهة نظر يابانية» للكاتب الياباني نوبوأكي نوتوهارا. وأوضح الدرعان أن الكاتب الياباني رصدَ سلبياتٍ أخرى منها غياب الإحساس بالمسئولية في المجتمعات العربية، وأن العدالة الاجتماعية غائبة ومفقودة تماماً في العالم العربي، واستغربَ نوتوهارا من وجود رقابة على المطبوعات في العالم العربي بعكس الوضع في اليابان، كما أوضحَ فروقاً بين اليابان والعالم العربي منها أن اليابان تتمتعُ بسمة سيادة القانون على الجميع. وقال الدرعان: قصدتُ بتقديمي قراءة لهذا الكتاب لفتَ الانتباه إلى ثقافة بلاد الشرق (شرق آسيا) حيث إن ثقافة هذه المنطقة مغيبة لدينا على الرغم من اعتمادنا الكبير على منتجاتها الصناعية والتكنولوجية وحتى في أبسط السلع الاستهلاكية. وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب الياباني قامَ بتأليف كتابه باللغة العربية مباشرة، ويقولُ هو في ذلك: «أعرفُ سلفاً كم سترهقني الكتابة بالعربية ولكنني قلتُ في نفسي؛ لقد كتبتُ للقارئ الياباني باليابانية وقليلاً بالإنكليزية فلماذا لا أكتب للقارئ العربي بلغته؟ لماذا لا أُساهم في مناقشة المسألة مع القارئ العربي؟».
ويضيف: «باختصار أريد أن أقولَ للقارئ العربي رأياً في بعض مسائله كما أراها من الخارج كأي أجنبي عاشَ في البلدان العربية وقرأ الأدب العربي واهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية».