لم يكن يوم الخميس الموافق 10-5-1432هـ كباقي الأيام، بل كان من أسوأ الأيام في حياتي وفي حياة كل من في قلبه مودة للرجال المعاصرين.
في ذلك اليوم فقدت قبيلة قحطان رجلا من رجالاتها ومن شيوخها المعروفين حيث انتقل إلى رحمة الله في ذلك اليوم الشيخ فنيس بن عايض بن حويل شيخ قبيلة آل حويل ورئيس مركز الحصاة إلى جوار ربه ليلحق بمن سبقوه من رجال الزمن الجميل، رجال الصدق ورجال الدين ورجال المواقف، ليعلم الله بأن الخبر قد وقع عليّ كالصاعقة كخبر وفاة والدي وأعمامي والذين سبقوه بسنوات، ويعلم الله أنني أكتب هذا المقال وعيناي مليئة بالدموع لفقد هذا الشيخ العزيز على قلوبنا، مما لاشك فيه أن شهادتي بالشيخ فنيس مجروحة، فنحن وأقصد بنحن عائلة آل مساعد آل عجلان تربطنا بآل حويل علاقة من نوع خاص ليست بالعادية وهم كذلك تربطنا بهم علاقة نسب وصداقة وطيدة منذ زمن الأجداد ومن بعدهم الآباء رحمة الله عليهم أجمعين ونحن كذلك من بعدهم.
كنت ألتقي بالشيخ فنيس رحمه الله حينما كنت صغيراً مع والدي عندما كانوا يزورون بعضهم.
وفي عام 1423هـ كنت أعمل في مجلة معروفة على مستوى دول الخليج العربي وقال لي رئيس التحرير آنذاك: (نريد أن نعمل لقاء مع شيوخ قبائل كان لآبائهم دور في توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه).
وكان من ضمن من وقع عليهم الاختيار الشيخ فنيس والذي ذهبت إليه أنا ورئيس التحرير والمصور الخاص بالمجلة وقمنا بعمل لقاء مطول معه حيث تحدث إلينا بكل شفافية ومصداقية وقد تفاجأنا بأنه ملم بكافة الأحداث والمعارك فترة توحيد المملكة والأنساب وعلوم القبائل ويحفظ أشعارهم، وكان رحمه الله يقرض الشعر ويحفظه ويتمتع بفن الخطابة بشكل متميز، وهو باختصار (رجل مجلس) متميز من الرعيل الأول يجعلك تستمتع وأنت تستمع إليه.
وأثرى اللقاء بكل ما هو مفيد، ولقي لقاؤه إقبالا عند القراء الذين أثنوا عليه والدليل مبيعات المجلة في ذلك الشهر.
وعندما ذهبنا قال لي رئيس التحرير: يا فهد هذا شيخ وشاعر وعلامة في أنساب القبائل، ولقد عرف عنه رحمه الله التسامح وإصلاح ذات البين بين أفراد قبيلته ومساعدة المحتاجين.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأنزل البركة فيمن بعده ومن منطلق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم) وودت أن أذكر بعض ما أعرفه عن هذا الرجل الفاضل.
فهد بن عاطف