|
الجزيرة - الرياض :
تأسست شركة بوارج الدولية لتحلية المياه المحدودة لتنفيذ وتملك وتشغيل مشروع البوارج العائمة بذلك تبنت الشركة فكرة المؤسسة العامة لتحلية المياه في بناء محطة تحلية متوسطة الطاقة على منصات بحرية عائمة لتوفير المياه المحلاة للمنطقة الغربية، وقد نالت الفكرة التي لم يسبق تجربتها وتطبيقها بهذه السعة في العالم بأسره استحسانا وتشجيعا من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وحصلت الشركة على أول عقد توريد لـ 50 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا عن طريق بوارج عائمة. وكان دعم معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أحد الروافد الأساسية لإنشاء ونجاح هذا المشروع الجريء في فكرته، حيث كان معالي المحافظ والعاملون بالمؤسسة العامة لتحلية المياه يتابعون سير العمل قبل وأثناء تنفيذ المشروع بزيارات ميدانية واجتماعات عديدة مع ملاك وإدارة الشركة.
بارجتان عائمتان
اليوم تمتلك شركة بوارج الدولية لتحلية المياه المحدودة بارجتين عائمتين تحتوي كل منهما على محطة تحلية مستقلة ومتكاملة بطاقة إنتاجية تبلغ 25 ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة لكل بارجة لتبلغ الطاقة الإنتاجية لمجموع البوارج العاملة 50ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة. تم تأسيس شركة بوارج الدولية لتحلية المياه المحدودة بالشراكة ما بين شركة أعمال المياه والطاقة الدولية ( أكوا باور ) التي تملك نسبة 65 % وشركة ركاء السعودية للطاقة والماء المحدودة التي تملك نسبة 35 % وكان لصندوق التنمية الصناعية السعودي دور فعال في تمويل المشروع.
وتعتبر هاتان البارجتان أكبر محطتي تحلية عائمتين في العالم تحمل كل منهما محطة تحلية مستقلة و تم بفضل الله تصميمهما وانشاؤهما وتشغيلهما بأيد سعودية، و قد كلف المشروع بشكل إجمالي 412.5 مليون ريال سعودي. ولقد تم بناؤهما وتشييدهما بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لسد الطلب العالي الموسمي على المياه الصالحة للشرب في أي منطقة؛ حيث تعتبر المملكة منطقة جافة نسبيا واستهلاك الفرد عال، فكانت الحاجة لمثل هذه المشاريع الكبيرة وبجهود المسئولين والعاملين سواء من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أو الشركات المؤسسة للمشروع أو المشغلة لها تمكنوا بفضل الله من تشييد هذا المشروع الفريد من نوعه على مستوى العالم في فترة وجيزة جدا لم تتجاوز تسعة اشهر رغم التحديات الكبيرة التي تم التغلب عليها من قبل شركة بوارج حيث لايوجد خبرات محلية ولا عالمية لصناعة مثل هذه البوارج بالطاقات الاستيعابية الكبيرة ومن أهم هذه التحديات :
1- سرعة الانتهاء من التصاميم اللازمة للمشروع
2- توفير المعدات اللازمة للمشروع
3- بناء أجزاء وحدات التحلية على البارجة في فترة قياسية
4- نقل البارجة من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام الى منطقة الشعيبة
التغلب على التحديات
وبفضل من الله ثم بكوادر وطنية في شركة بوارج والعلاقات المتميزة مع الشركات المصنعة تم التغلب على هذه التحديات وتم أول تشغيل لهما في منتصف عام 2008م لدعم الطلب على المياه المحلاة في المنطقة الغربية حيث اتخذت سواحل الشعيبة موقعا لهما الى حين الانتهاء من إنشاء المحطات الجديدة ذات السعات الإنتاجية الكبير والجدير بالذكر فإنه تمت مراعاة تصميم البوارج لتكون ذات أنظمة متكاملة من متطلبات التشغيل مثل توافر مصادر الطاقة اللازمة للمعدات، وذلك من خلال مولدات كهربائية كبيرة بالإضافة الى نظم حقن المواد الكيميائية ووحدات التحلية وأنظمة تنقية مياه البحر وأنظمة نقل المياه المنتجة الى خارج البوارج مع الإشارة إلى أن البارجتين تعتمدان على الديزل كوقود أساسي للتشغيل، وفي بداية عام 2009م انتقلت البارجتان من منطقة الشعيبة إلى الشقيق في وقت قياسي نظراً للحاجة الماسة والكبيرة خلال تلك الفترة في مدينة أبها وبحد أدنى من الموارد مما يجعل أهم ميزات مشروع البوارج إمكانية سرعة تنقلهما حسب الحاجة. وتضمن نقل البارجتين تجهيز الموقع وترتيبات الرسو وشراء وتركيب 1500 متر من خط توصيل المياه المنتجة و1200 متر من خط نقل الوقود خلال فترة لا تتجاوز الشهرين وعلى الرغم من التحديات العديدة التي واجهتها الشركة في تهيئة الموقع المخصص لعملها في الشقيق نجحت شركة بوارج في توفير الماء الصالح للشرب حسب المواصفات المطلوبة في الوقت المحدد لمنطقة عسير خلال صيف عام 2009م ليكون صيفا ناجحا دعم بشكل كبير السياحة وأنشطتها في المنطقة.
خطط استراتيجية
وحيث إن شركة بوارج الدولية لتحلية المياه المحدودة تحرص على مواجهة الطلب على المياه المحلاة في المملكة ووضعت خططها الإستراتيجية المناسبة لذلك لتكون أحد الحلول الوطنية الاستراتيجية للأمن المائي في المملكة، وإن نجاح تجربة البارجتين في الشعيبة والشقيق دفع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة إلى الاستفادة منها في المساهمة في زيادة إنتاج المؤسسة لمنطقة المدينة المنورة ومحافظة ينبع. وقد بلغ إنتاجها حاليا الى50 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا والتي تغذي المدينة المنورة وينبع من نقص في المياه المحلاة وقد وصل إجمالي انتاج البارجتين منذ تواجدهما في ينبع أكثر من 10 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب مع الإشارة الى أن شركة بوارج تدرس عدة مقترحات لإنشاء بوارج جديدة او زيادة الطاقة الاستيعابية للبوارج الحالية بعد النجاح الكبير الذي تحقق لفكرة عمل البوارج كمصدر سريع ومتنقل للمياه المحلاة وخصوصا في المملكة العربية السعودية ذات السواحل الممتدة والطبيعة الصحراوية وندرة المصادر الطبيعية للمياه.
و الجدير بالذكر فإن شركة بوارج الدولية قد وقعت الإتفاقيات اللازمة مع الشركة الوطنية الأولى للتشغيل والصيانة ( نوماك) والرائدة في مجالها على تشغيل و صيانة البارجتين.
الفريق الناجح
وتمتاز شركة بوارج بإدارة فاعلة تعشق التحدي وتستلهم الافكار والدعم من مجلس إدارة يقدم الرؤى الاسترايجية والدعم لتحقيق النجاحات المتتالية ولتكون شركة بوارج الحل الامثل والاسرع لنقص المياه وبالتالى تمكن فريق الشركة ان ينجح في تحويل الامل والفكرة الى واقع بتصميم وتصنيع البوارج من خلال شركات وطنية وكادر هندسي وطني، حيث يعمل المهندس عبدالله باجنيد والحاصل على درجة الماجستير في هندسة وعلوم وتقنية تحلية المياه من المملكة المتحدة مديرا تنفيذيا لشركة بوارج منذ تأسيس الشركة خلال الربع الثالث من عام 2007 م وكذلك يشارك على الاشراف على الامور الفنية والتصميمية للشركة خبراء وطنيين وعالميين من شركة اكوا باور أنترناشونال ومن أبرزهم الدكتور نبيل ندا من المملكة العربية السعودية والمهندس محمد امين سعد من الولايات المتحدة الامريكية ليتم إستخدام احدث التقنيات في علوم تحلية البحر ومن أبرزها استخدام الأغشية من نوع ( UF ) في عملية تصفية مياه البحر لتكون مناسبة لوحدات التحلية وهذه تعتبر البارجه الاولى في العالم التي تستخدم هذه التقنية وكذلك تم مراعاة تصميم وحدات التحلية بدرجة هندسية فائقة المرونة وعالية الجودة لاستخدم وحدات تحلية على بوارج بحرية وكذلك تم مراعاة اعلى المواصفات العالمية للامن والسلامة والمحافظة على البيئة من خلال أجهزة متكاملة وكذلك مراعاة جميع النظم والتعليمات لذلك.
إن مجريات العمل على البارجتين متكاملة كلياً، وتعملان بشكل مستقل لاحتوائهما على كافة الاحتياجات الضرورية للتحلية من مولدات كهربائية، مختبرات، غرف تحكم، وغرف إقامة العاملين عليهما.
ويمكن التأكيد إلى أن المشروع قد نجح في تحقيق أهدافه الأساسية التي تتمحور على أساس سد الطلب المتزايد للمياه المحلاة في أي منطقة ساحلية في العالم، حيث تم انتقالهما من موقعين سابقين بأقل التكاليف وفي الوقت المحدد. وتعتبر المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة من عوامل نجاح المشروع لما لها من خبرة كبيرة في هذا المجال وانها المستفيد من إنتاج البوارج لسد النقص الذي قد يطرأ على بعض المناطق نتيجة للزيادة السكانية الكبيرة او للحاجة الى توقف بعض المحطات للصيانة.
الشركات المالكة لشركة بوارج الدولية لتحلية المياه المحدودة :
شركة أعمال المياه والطاقة الدولية ( أكوا باور)
تعد شركة أعمال المياه والطاقة الدولية ( أكواباور أنترناشونال) من الشركات الرائدة المطورة والمالكة والمشغلة لمشاريع المياه والطاقة المستقلة والمبنية على تملك حقوق الإمتياز والمناولة بنموذج تمويل مقتصر على المشروع. ويبلغ رأس مال الشركة ما يقارب 3.71 مليار ريال سعودي و مركزها الرئيسي في المملكة العربية السعودية, وتملك حصصاً في محفظة أصول مكونة من محطات توليد طاقة وإنتاج مياه محلاة يصل إنتاجها إلى 6,485 ميجا واط من الكهرباء في الساعة و 2.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً ، و قيمة تراكمية تتجاوز 45 مليار ريال سعودي.
شركة ركاء السعودية للطاقة والماء المحدودة
شركة ركاء السعودية للطاقة والماء المحدودة هي إحدى شركات مجموعة شركة ركاء القابضة التي تأسست عام 1982 /1402هـ وتضم شركة ركاء للتوربينات المحدودة، وشركة ركاء الطبية المحدودة، وشركة ركاء العقارية، وشركة ركاء للتجارة والمقاولات. وقد تأسست ركاء السعودية في عام 2003 /1424هـ للمساهمة في تغطية الاحتياجات المتزايدة للمياه المحلاة والطاقة الكهربائية. وتعمل الشركة في مجالات تنفيذ محطات التحلية بتقنياتها المتعددة المتوسطة منها والصغيرة، كما تعمل الشركة أيضا في مجال توريد المولدات الكهربائية بمختلف أحجامها وتنفيذ المحطات الكهربائية الثابتة والمتنقلة وكافة الأعمال الكهربائية المتعلقة بتلك المحطات. والشركة لديها تحالفات تضامنية مع شركات عالمية في مجال الطاقة والماء لتقديم أفضل الخدمات في هذه المجالات. وقامت الشركة وتقوم حاليا بتنفيذ عدد من عقود ومشاريع الطاقة والماء لمختلف القطاعات الحكومية تشمل توريد المياه المحلاة وضخها في شبكات المحطات المستهدفة حسب العقد وتوريد مختلف أحجام المولدات الكهربائية ومحطات الكهرباء. واكتسبت الشركة خبرة كبيرة من خلال تنفيذ هذه المشاريع. كما أولت اهتماما خاصا لاستقطاب الكفاءات الوطنية والمساهمة في صقلها وتدريبها.