كانت بعض المرشــــــدات الطلابيات يشغلن المرتبة السادسة من المراتب الوظيفية العامة، وبعضهن وضعن على (المستوى الأول) بينما كان زملاؤهن بنفس المهنة وبذات الدفعة يشغلون المستويات التعليمية أسوة بالمعلمين (المستوى الرابع، الدرجة المستحقة بحسب سنوات الخدمة).. وقد توقف السلم الوظيفي ببعضهن وتوقفت علاواتهن السنوية بينما زملاؤهن يسير بهم السلم التعليمي الذي لا يتوقف إلا بعد خمسة وعشرين عاماً!.
في عام 1418هـ نُقلت جميع المرشدات إلى المستوى الثالث سواء ممن يقبعن على المرتبة السادسة أو ممن عـُينَّ على المستوى الأول، برغم استحقاقهن المستوى الرابع كونهن جامعيات ولم تحتسب لهن سنوات الخدمة بل تم معاملتهن بالراتب وفقا للمادة 18/أ وأسقطت عشر سنوات خدمة وخبرة. وحينما تم التعديل مرة أخرى عام 1426هـ ونقلن إلى المستوى الرابع عوملن وفقاً للمادة 18/أ أيضاً دون احتساب سنوات الخبرة، برغم أن هذه المادة ليس لها علاقة بالمستويات إطلاقاً، وإنماً تخص ترقيات المراتب الوظيفية دون التعليمية.
وعدم احتساب سنوات الخبرة للمرشدات اللاتي تم نقلهن على مستويات أقل من استحقاقهن (الثالث بدلاً من الرابع) وتطبيق المادة الجائرة 18/ أ أدى لتلاشي تلك الخبرات مادياً عند القديمات، وتقلصها عند البعض الآخر، فلم تحتسب تلك الخبرات لهن في الراتب أثناء عملهن على مستوياتهن السابقة غير المستحقة. وبذلك تفقد المرشدات شهرياً من رواتبهن المستحقة شرعاً وقانوناً ما يصل إلى خمسة آلاف ريال بفضل تطبيق المادة 18/ أ ومن جراء الانتقال من مستوى لآخر حين التعديل لمستوياتهن المستحقة وفقاً لها.
وعدم احتساب الخبرات شكَّل تفاوتاً ما قبل التعديل حسب المادة المذكورة وما بعده؛ فغالبية المرشدات من ذوات خبرة السنة والسنتين تلاشت تلك الخبرات عنهن وفقدنها، أما من تملك ثلاثة أو أربعة أعوام خبرة فقد احُتسبت لها عاماً واحداً فقط ومن لديها عشرة أعوام احتسبت عامين فقط!.
فممن لديها سبع سنوات خبرة، وبعد التعديل وفق المادة 18/ أ فقدت خبرة خمس سنوات، وبقيت خبرة عامين، بينما احتسبت لزميلاتها اللاتي تم تعيينهن عام 1426خبرة سبعة أعوام بشكل كامل!مما يشير إلى أن المعيَّنة عام1427 هـ لم تفقد أيّ خبرة وتساوت أو تفوقت على سابقاتها، وفي ذلك ظلم كبير.
ولو قام مدير عام شؤون الموظفين بالوزارة وفتح جهاز الحاسب أمامه ونقر على اسم إحدى المرشدات وأدخل رقمها الوظيفي سيرى أنها على المستوى المستحق براتبها حسب سنوات الخدمة الواقعية بينما لو استفسر من الشؤون المالية عن راتبها الحقيقي الذي تستلمه شهرياً لرأى أنه ينقص كثيراً كثيراً.
وإذا علمنا أن أعداد المرشدات المظلومات لا يتعدى 266 مرشدة طلابية على مستوى المملكة تقترب معظمهن من الوصول لسن التقاعد النظامي والباقيات تتوق نفوسهن للتقاعد المبكر لولا ضآلة الراتب المخطوف، فإنه جدير بالوزارة تكريمهن ومنحهن حقوقهن المستحقة نظاماً دون منِّة أو مماطلة قبل مفارقتهن مدارسهن، لعل ذلك يترك في نفوسهن ذكرى طيبة عن وزارتهن الجاحدة التي أمضين فيها زهرة الشباب، وهن غير نادمات على العطاء لجيل عاش متعطشا لحنانهن وأمومتهن!.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net