من تفجيرات العليا في الرياض، وضرب القاعدة في العاصمة السعودية العام 1995م، إلى دفن جثة قائد تنظيم القاعدة ابن لادن في بحر العرب.. ماذا تغير.. ؟
قبل نحو 16 سنة ظهر اسم ابن لادن في الإعلام الرسمي والعالمي، وسمعنا اسمه كمحرك ومحرض لعمليات تفجير رهيبة، وإلى اليوم، مع خبر قتله وكل التحليلات والمقالات والآراء والتعليقات.. والسؤال، ماذا تغير.. ؟
منذ بروز أول فعل عنيف مبكر للقاعدة في البلاد، ثم الأحداث الدموية التالية لها بلا توقف أو تمييز بين مدني أو مسلم أو غيرهما، وتفجير مجمع المحيا السكني، وقبلها تفجيرات غرناطة والحمراء 2003، وما أعقبها من محاولات لم تتوقف، وكلها لم تتردد القاعدة في إعلان المسؤولية الكاملة عنها بشكل مباشر أو غير مباشر، 257 حادثة، قُتل فيها 67 وأصيب 381 وبين المقيمين 257 قتيلاً، و384 مصاباً في السعودية وحدها.
16 سنة مرت على تفجير العليا، وعشر سنوات على منهاتن، تتذكرون غزوة منهاتن!، ماذا تحقق في تجفيف منابع فكر التوحش والتطرف والكراهية والعنف.
هل من جديد.. ؟ هل ما زال العامل والسبب خارجي؟، ومن أجله جاء الفكر الضال، وإلى متى سيستمر تغذية ضلاله؟ هل تغيرت وتطورت أساليبنا ووعينا؟، ماذا حققت الحرب الفكرية تحديداً؟.
مقتل ابن لادن ليس نهاية منهج العنف، فمصانع فكر التدمير والعنف ما زالت قائمة وبيئتها متاحة.
فالقصة لم تعد مهمة، ابن لادن رسمياً قتل، مات، ومن يعنيه تفاصيل أخرى أو لديه شكوك ويريد إثباتها أو نفيها، فالمشكلة مشكلته، ولا دخل لواشنطن في التجاذبات النفسية للشعوب العربية والإسلامية وازدواجيتها.
هكذا رأت واشنطن الأمر وقررت حجب صور لن يغير ظهورها أو حجبها أي حقيقة على الأرض، ابن لادن انتهى. وهذه هي القصة الأهم.
وكل شخص ينظر اليوم إلى واقعة قتله ويستوعبها حسب نفسيته خيباته وآماله وأحلامه وأمنياته، هذا لا يهم، ما يهم أن ابن لادن قتل، «ولن تراه يمشى على هذه الأرض مرة أخرى»، هذا ما قاله أوباما.
لكن لنتذكر أن الحقيقة الأكيدة تتمثل في بقاء الفكر المتطرف الذي تشكل من خلاله، وقاد إلى شخصيته كما عرفناها، وتحويل طاقته الضخمة من الإيجابية الإنسانية، إلى السلبية التدميرية.
ولن يموت الإرهاب قريباً. فبالون اختبار موته، أظهر أن شعبيته، رغم حجم الضحايا والدماء-، وأن ردود الأفعال المتعاطفة معه ضخمة لا يمكن تجاهلها، وهذا هو الخبر السيئ في القصة، حيث لا شيء تغير، لا شيء يستحق الذكر..
إلى لقاء