بعد تمكنهم من قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن والسيطرة على منزله في «آبوت أباد» الباكستانية وضع الأمريكيون يدهم على ثروة هائلة من المعلومات مخزنة في عشرة أجهزة حاسوب «كمبيوتر» والعديد من «الدسكات» ومئات «الفلاش مومري» ومع أن الوقت ما زال مبكراً في الكشف عما وجدوه من معلومات إلا أن الأمريكيين قد تأكدوا تماماً من العلاقة الوثيقة بين تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية التي شكلتها إيران الخميني لنشر نهج ولاية الفقيه، وكشفت المعلومات بأن هناك تعاوناً وتنسيقاً قوياً بين القاعدة في العراق وأفغانستان والحرس الثوري الإيراني عبر فيلق القدس المتخصص بتنفيذ العمليات الإرهابية في الدول العربية وأفغانستان وتجنيد الأنصار، وأيضاً كشفت المعلومات التي احتوتها تلك «الخزائن الإلكترونية» والتي أكدها سياسي عراقي شيعي، كما أوردت وكالة أور العراقية بأن هناك قاعدتي تدريب للقاعدة على الطريق بين قم وطهران، إحداها تسمى «معسكر بدر» وهو بالقرب من مدينة قم باتجاه طهران وقريب جداً من بحيرة الملح والثاني يسمى «معسكر الهادي» وهو موجود على نفس المسير لكنه أقرب كثيراً من طهران. ويؤكد أن في هذين المعسكرين، تجرى تدريبات مستمرة لعناصر القاعدة القادمة من مناطق مختلفة من العالم وخصوصاً من دول الخليج، إذ يُدير هذين المعسكرين أكثر من 12 عضواً قيادياً من تنظيم القاعدة منهم خصوصاً في المعسكرين العضو البارز المعروف باسم «الدكتور» وهو المطيري، مستشار أيمن الظواهري قبل انتقاله إلى إيران، والثاني اسمه الظفيري وهو قيادي معروف في تنظيم القاعدة، كما ومعهم أيضا سليمان أبو غيث، الناطق الرسمي للقاعدة وهو في معسكر بدر، مشيراً إلى أن أحد أبناء أسامة بن لادن، والشيخ محمد الإسلامبولي متواجدان في إيران ويقومان بتنظيم أعضاء القاعدة وتدريبهم هناك. ويضيف السياسي الشيعي البارز أن النظام الإيراني يتعامل مع مجموعة القاعدة في إيران على شكلين، من يعمل معهم ويستغلهم لأهدافه في أفغانستان والعراق يسميهم بـ»المجاهدين» في حين يسمي هؤلاء أو غيرهم من هذه العناصر عند عدم الحاجة لهم، «الوهابيين»!. ونوه إلى أن ادعاء حكام طهران وصايتهم على الشيعة في العراق أو دفاعهم عنهم إنما هو محض هراء وأكاذيب، فالحاكمون في طهران تهمهم مصالحهم الذاتية، حتى وإن تم سحق شيعة العراق جميعاً. وليعلم شيعة العراق أن إيران غادرة بهم لا محالة. وكان تقرير أعدته شركة «كرووس» للاستشارات في مجال الإستراتيجية لمجموعة برلمانية أمريكية معنية بمكافحة الإرهاب، كشف عن علاقات متينة بين قوة النخبة الإيرانية لحرس الثورة الإسلامية في إيران والقاعدة. ونشر تقرير كرونوس المعد للكونغرس، إثر مقتل أسامة بن لادن في عملية نفذتها مجموعة كوماندوس أمريكية في باكستان. وأكد معد التقرير مايكل إس سميث الثاني أن «إيران أقامت بهدوء علاقة عمل قوية مع أبرز قادة القاعدة»، مضيفاً أن «هذه العلاقة أقيمت بهدف التصدي للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا». وأضاف التقرير أن العلاقة شملت أيضاً «على الأرجح مساعدة إيران للقاعدة على تجنيد الإرهابيين لتنفيذ اعتداءات ضد الولايات المتحدة وحلفائها من خلال توفير الدعم الضروري الذي يمكن تنظيم القاعدة من توسيع نطاق عملياته». واعتبر معد التقرير أنه لم تعط أهمية كبيرة للعلاقات بين هذين الكيانين بسبب الأفكار المسبقة القائلة إن الإيرانيين الشيعة وهم ليسوا عرباً، لا يتعاطون مع ناشطي القاعدة العرب السنة. ورغم ذلك فإن العلاقات تعود إلى التسعينيات عندما تعاملت قوة القدس مع حزب الله المدعوم من طهران لتدريب طواقم من رجال بن لادن. وأفاد التقرير أنه «منذ 11أيلول - سبتمبر تعززت هذه الشراكة بشكل متزايد كما لجأت المئات من عناصر تنظيم القاعدة وعائلات أكبر قادته مثل أسامة بن لادن إلى إيران». وأكد التقرير أنه «إذا لم تتخذ أي إجراءات فإن علاقات إيران بالقاعدة قد تكلف الولايات المتحدة وحلفاءها ثمناً باهظاً». وبحسب التقارير الاستخبارية الغربية، يعيش أعضاء «القاعدة» وعوائلهم في إيران منذ سنوات، ويبلغ مجموعهم أكثر من 800 عنصر، وبعضهم منذ أواخر 2001، عندما فروا من قصف الولايات المتحدة لأفغانستان. وقد ألقيت أضواء على الصلات بين إيران و»القاعدة» من جانب لجنة الحادي عشر من أيلول، التي كشفت عن فيض من التفاصيل بشأن مثل تلك الصلات في تقريرها النهائي. وقالت اللجنة إن إيران و»القاعدة» كانتا قد عملتا معا وعلى نحو متقطع خلال سنوات التسعينات، وتبادلتا الأسرار بما في ذلك بعض الأسرار ذات العلاقة بصنع المتفجرات. يشار إلى أن «أبو عرب» مسؤول الاستخبارات في القاعدة في العراق اعترف بعلاقة القاعدة بالنظام الإيراني فيما يخص العراق حيث قال إن التعاون موجود وقائم بين الجانبين.
كشف العلاقة بين تنظيم القاعدة وبين نظام ملالي طهران وتنسيق الأعمال الإرهابية بينهما سواء في العراق أو أفغانستان وحتى في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي أول «صيد المعلومات» التي ظلت خافية وسوف يتبعه الكثير إن أراد الأمريكيون أن يكشفوا كل ما وجدوه.. وسيتعرى الكثيرون.
jaser@al-jazirah.com.sa