أتابع ما كتب في الجزيرة عن المرور عموماً ونظام ساهر خصوصاً، وتعقيباً على ذلك أقول: حقق نظام ساهر نجاحاً مشهوداً في الحد من السرعة في المدن والأماكن التي تغطيها كاميراته، وحد من مخاطر السرعة وضحاياها.
ولكن النظام لم يسلم من ثغرات كُتب عنها كثيراً، وعبَّر عدد من المواطنين عن تذمرهم من جزاءات النظام وتعددها ومبالغها، وأكبر سبب لذلك هو عنصر المفاجأة؛ فالكاميرا المتحركة تفاجئ السائق في حين لا يرى لوحات إرشادية ولا يعرف مكان السيارة التي تحمل الكاميرا. ثم إن مضاعفة الغرامة مسألة أخرى تذمر منها أصحاب الدخل المحدود، وتمنوا أن يُعاد النظر فيها، وألا تُضاعف، ويكفي أن يسدد المواطن عند نقل الملكية أو تجديد الاستمارة.
لكنني لا أرى أثراً لنظام ساهر في الحد من ظاهرة التفحيط والإزعاج بالسيارات وتغيير أصواتها وأنوارها، ولم نرَ جهداً لنظام ساهر في متابعة المفحطين ومساعدة الآباء في علاج تلك الظاهرة السيئة التي دمرت كثيراً من الطرق والسيارات، وأزعجت الصغار والكبار، وأتلفت الأموال والممتلكات الخاصة والعامة.. فكم أُطفئت من أنوار الشوارع، وكم أُزهقت من أنفس بريئة، وبخاصة الأطفال والشيوخ من جراء تلك الظاهرة السيئة.
إن الغرامة الكبيرة على المفحط من أول مرة كفيلة بإيقاف تلك التصرفات الطائشة، وطريق من أهم طرق العلاج والتربية.. فمتى نرى اهتمام المرور وأنظمته بتلك الظاهرة في داخل الأحياء وعند المدارس والمساجد وتقاطع الطرق؟.. وهناك ظاهرة أخرى خطيرة، هي الوقوف الخاطئ. فما ذنبي، ومثلي عشرات المواطنين، يظل واحدنا ربع ساعة وربما نصف ساعة ينتظر ويبحث عن موقف نظامي لسيارته؛ ليقف وقوفاً صحيحاً، وإذا انقضى شغله ورجع إلى سيارته وجد سيارة تقف بجانبها أو خلفها وتقفل عليها طريق الخروج!! بأي حق يأتي سائق ويقف خلف السيارات ويقفل عليها طريق الخروج، ويقفل سيارته بكل برود، وإذا انتظروه وقتاً طويلاً جاء وقال: «آسف، معليش، سكرت عليكم»!!
أليس عند المرور حل لتلك المشكلة؟! نريد لفتة جادة تعيد المخالفين إلى جادة الصواب، وتُنظِّم الوقوف والخروج من المواقف؛ لنعطي للعالم مثلاً في النظام والانضباط، ولكي نتعلم أن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا، وأن يكون سيرنا ووقوفنا بشكل حضاري وجميل.. وحينما يتحقق ذلك ستتسع المواقف لعدد أكبر، ويسعد كل مواطن ومقيم على أرض بلادنا.
عبد العزيز بن صالح العسكر