قبل تسعة أعوام، وتحديداً عام 1423هـ، أعددت دراسة ميدانية، وبحثاً عن جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، وقدم لهذه الدراسة المطبوعة معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهذه الدراسة قدمت وقد مضى على المسابقة آنذاك خمسة أعوام، والآن المسابقة في عقدها الثاني، وقد تحقق فيها الشيء الكثير، والتطلعات الكبيرة أكثر مما مضى، وقد بلغ ما أنفق على المسابقة منذ إقامتها إلى الآن قرابة عشرين مليون ريال.
وفي السنوات الأولى لهذه المسابقة كانت هناك منطقتان أو ثلاث تفوز بجوائز المسابقة هي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض بجزء قليل، ثم بدأت المناطق الأخرى تدخل المنافسة بقوة، وأصبح الفائزون يمثلون مناطق عدة، وهذا جزء يسير من مكاسب الجائزة، إذ إنها حققت الجودة والشمولية لدى الجميع، ولم يعد التميز حفظاً وتجويداً وأداءً مقتصراً على جمعية واحدة بعينها، أو منطقة بذاتها.
ومن مكاسب هذه المسابقة أن القنوات الفضائية تتنافس على نقل وقائع المسابقة، بل إن بعض القنوات الفضائية نشرت بثا مباشراً لجميع فعاليات المسابقة، وكان لها من المتابعين عبر هذه القنوات من داخل المملكة وخارجها، ما أسهم في إبراز جهود المملكة في خدمة القرآن الكريم، وولاة الأمر بالعناية بالقرآن الكريم وأهله، وقبل هذا تنوع القراءات والقراء الصغار الذين أنست بهم البيوت والمنازل وأهلها، وهم يرون الناشئة الصغار يتلون كتاب الله بإتقان.
ومن مكاسب هذه الجائزة أن كل منطقة أصبحت تنظم منافسات داخلية لتأهيل المرشحين في الجائزة. والمكاسب، والفوائد التي تحققت لأهل القرآن بوجه عام، وللمتنافسين بوجه خاص، لا يمكن حصرها، وإنما هذا غيض من فيض.. فالله -تعالى- نسأل أن يجزل الأجر والمثوبة لصاحب الجائزة، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
alomari1420@yahoo.com