هؤلاء الناس الذين نعرفهم، والذين لا نعرفهم ضمن هذا العالم الرحب والذي لم يعد غريباً أو بعيداً، فها هو في متناول اليد ولن تكلفك للوصول إلى المعلومة المبتغاة سوى ضغطة زر هذا العالم الذي يحسب الوصول والتقدم بالثانية ثم يحسب بعد تلك المرحلة تحدي التجاوز، كلنا نفكر ونخطط وكل على قدر الجهد المتاح، المتاح من المال، المتاح من المعرفة أو الذكاء أو الصدفة التي في بعض الأحايين تثمر حظاً عجيباً ولكنها استثناء لا يعول عليه!! لن أمدح هذه التجربة رغم ما يلاحقها بين الحين والآخر من انتقاد من قبل من يقف متفرجاً أو يقارن دون أن يكون هناك السبب الوجيه للمقارنة اختلافاً أو إتلافاً، لكن غيرة مخبوءة تطل برأسها بين الحين والآخر، وربما تخترع مقارنة ظالمة لإثبات وجاهة الأسباب التي تدعم وجهة النظر، لكن الأجمل في هذه المسألة أن الطرف الآخر لا ينظر إلى المقارنة ظالمة أو عادلة بل هو ينجز في كل لحظة إضافة لا تعتمد في أساسها على المعمار أو الشوارع، بل تجاوز ذلك إلى المعنى الإنساني فهو الذي يمنح هذه الفكرة أو تلك هذا البعد لفهم المعمار والطريق، هو يؤسس علاقة جديدة بين إنسان هذا العصر وبين مطيات هذا العصر والتي هي بطبيعة الحال غير مشابهة في كثير من الأحوال لتلك العلاقات السابقة بين الإنسان والأرض فيما سبق، حيث كانت المعلومة ضنينة والمعرفة على درجة متدنية ومختزلة، الأمر الذي منح هذه العلاقة صبغة حدود الوطن بمفهومه الأول والذي أصبح أسير دائرة ضيقة ناضل الكثيرون من أجلها طويلاً دون الوصول إلى فكرة إطلاق الوطن الذي يعيش به ومنه وله كل الناس دون أن تكون فكرة خاصة لها عوالمها المتشابهة والمتماثلة ولن تفرز بطبيعة الحال سوى أنماطاً تشبه بعضها البعض علاوة فهذا التشابه لا يفرز خروجاً على الذي يمثل روح الفكرة الجديدة وأيضاً الفكرة المضافة لتطور هذا المجتمع أو ذاك - فكرة بلد - التي أعنيها هي - دبي - وفكرة دبي هي حلم محمد بن راشد حلمه الذي آمن به إيماناً راسخاً أنه ليس بمفرده وهو يؤمن أن العقبات التي تواجهه ليست بالتحدي السهل وأن المال ليس هو الحل الوحيد لكل المعضلات التي تقف أمام الإنجاز لكنه أدرك أن خلق الإنسان الذي يملك التحدي وكل فيما يخصه هو الإنجاز الحقيقي، جميع من زار مدينة دبي ومن سيزورها تغالبه الدهشة لا على الإنجاز ودقته المتناهية إنما الدهشة على تفاصيل الإنجاز وتجدده بداية من مطارها وانتهاء بمطارها،للحقيقة فقد أثمرت فكرة بلد مثل دبي أفكاراً أخرى ومنافسة داخل دولة الإمارات أو خارجها، أن تصبح بلداً يشار إليه كنموذج لتحدي الإنسان أو فكرة أن تكون وطناً إنسانياً يخرج من الدائرة الضيقة إلى فضاء الإنسانية الأرحب وسلامتكم.