من كتاب سدهارتا لـ(هيرمان هسه):
(ما من تعليم يستطيع أن يعتنقه من يبحث ويريد أن يجد شيئاً، أما من وجده فيمكن له أن يستحسن كل تعليم).
سئل خشف ما الذي يبقيك حياً
وكلاب الصيد تفترس كبار الغزلان؟
أجاب: إنهم يَعْدون لإرضاء سيدهم وأنا أعدو من أجل الحياة..
تذكرت فانتبهت.. أننا نعدو ونعدو ونعدو.. ولا ندري هل عدونا من أجل إرضاء سيدنا أم هو من أجل الحياة..
وهل ركضك من أجل الحياة يثير (ضغينة الموتى)..
وأيضاً هل ركضك لإرضاء سيدك يثير (سادة آخرين)..
وماذا تفعل لتفك أسر هذا السؤال..؟
أي حياة تجيد..
وأي سيد تريد؟!!
الإجابة تخرج من مفصل الإجادة والإرادة لتشق روحك وينشف ريقك. فماذا فعلت أيها الصحفي الباحث عن رغيفك في قمح الآخرين؟
وماذا أردت منذ صرخت لأول عمر رفعتك فيه.. (القابلة)؟
وماذا تبقى لك من جدول طفولتك غير جدول الضرب..
وهذا الكرب.. والكلمة القاتلة؟
ثبت الصورة لترى نصف وجهك الذي اختفى من هول ما تلاقيه في المرايا، فتكسرها..
وفي الكلمات فتنهرها..
وتفرّ حيث الأسئلة بلا حرقة والأجوبة كخرز المسبحة..
متشابهة..
الآن أنت تنزف.. وهذا يؤكِّد وجود الدم في أوردتك..
وتحلم بأن يلتئم جرحك وهذا أقصى ما يتمناه (خشف مجروح)..
فاركض الآن للحياة واركض أكثر لإغضاب سيدك وقل عن الكذب العلني وعن ملصقات منح التدجين.. ولفافات منع التدخين وقل علناً إن للصحافة ألف باب ونافذة..
ولك من صدقها الظل
لك في الخيال هذا الكل
ولك مندوب (كسيح) ومصور ضرير يقودانك نحو ذلك الظلام الأليف..
فسل ما شئت وقل: أيا أيها المراسلون أما من مبصرٍ هنا يتقدم ليقتل هذا العمى..