عن جدارة، واستحقاق، وتميز انتزعت المرأة السعودية ممثلة في شخصية معالي النائب، الأستاذة (نوره الفايز) جائزة التميز العربي. إنجاز باهر للمرأة العربية، المرأة المسلمة، التي ظلت أدوارها عبر التاريخ متفاوتة بين حضور قوي، ومشاركة فاعلة، وبين فترات قاتمة، وأخرى شبه معطلّة. بلا شك الحضور يرتبط بسيادة الثقافة والحضارة، وتطور الفكر، واتساع آفاقه، وقد يكون الجنس الآخر كذلك ليس بمنأى عن مثل هذه المؤثرات، بل الاختلاف يكمن في تقديرنا للعثرات، أو النجاحات لكل جنس، لعوامل ليس هنا المجال لذكرها.
لم يكن غريباً أن يكون (التعليم) هو المجال، أو الحقل الحر والفسيح الذي تبرز فيه المرأة السعودية، بوصف هذا المجال هو المحور الذي مكنت فيه المرأة منذ وقت مبكر، بعد أن أماط المجتمع اللثام عن عوامل القلق، والشك، والخوف، والريبة من اقتحامها هذا الميدان، وكانت التكهنات سوء المنقلب الذي ينتظر كينونتها.
بالوعي، والثقافة، وقوة الإرادة، وسمو الهدف، وسلامة النوايا، والثقة المتأصلة بين المجتمع آنذاك تجاوزنا ذلك الموقف، أو بتعبير أدق (المعركة الفكرية)، كما تجاوزنا عقبات كثيرة منذ ذلك اليوم إلى يومنا، عقبات يصنعها الوهم، ويحبكها الخيال، وتنسج خيوطها بالظلام، هذه هي طبيعة البشر عبر مراحل التغيير والتطوير التي يمرون بها، في أي مجتمع، وهم ينتقلون من عصر إلى عصر. يختلفون فيتفقون، ويخرجون بأقوى مما كانوا يتوقعون.
قد يفوتني ميادين متعددة حصدت فيها المرأة السعودية جوائز دولية منها، وإن لم يكن الوضع كذلك، فالمرأة السعودية خاضت العمل الاجتماعي وأسهمت فيه إسهامات كبيرة ومتنوعة، عبر مؤسسات مختلفة، وكان لها دور فاعل ومؤثر مع بعض الفئات التي تحتاج إلى مزيد عناية ومتابعة، والشأن ذاته في القطاع الصحي الذي هو الآخر من المجالات الواعدة والفتية للمرأة السعودية قدمت في حقله العديد من الإنجازات والتجارب بصورة مذهلة حازت على إعجاب العالم، وفي اعتقادي أن المرأة السعودية في كل مجال تطرقه وتخوضه يدفعها إلى ذلك عوامل عديدة، يأتي في مقدمتها بواعث الدين الإسلامي الذي حث على العمل، وأوصى بالتكافل بين أفراده، وعد ذلك أحد عوامل الأخذ بالقوة وأسبابها أمام الآخرين، حتى يضع هذا المجتمع بين المجتمعات بكل ثقة واقتدار.
dr_alawees@hotmail.com