سيدي بوزيد - تونس - وكالات
شهد سكان المدينة التونسية التي أضرم فيها بائع متجول النار في نفسه في ديسمبر كانون الأول الماضي سقوط رئيسين عربيين إثر موجة من الاحتجاجات أطلقوا شرارتها الأولى لكن لم يطرأ تغيير يذكر على حياتهم.
وكان انتحار محمد بوعزيزي البائع المتجول الذي صادرت الشرطة بضاعته والميزان الذي يستخدمه في عمله بمثابة الشرارة التي أشعلت انتفاضتين أطاحتا برئيسي تونس ومصر ولا زالت تجتاح العالم العربي.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات التونسية في يوليو تموز ولكن سكان مهد «الربيع العربي» يقولون انه لم تتم معالجة سوى عدد محدود من المشاكل التي دفعتهم للنزول إلى الشوارع.
حسن مسعودي (40 عاما) بائع فاكهة عمل بجوار بوعزيزي ويقول وهو يبيع الموز والتفاح والبرتقال في مواجهة مبنى حكومي حيث اندلعت أولى التظاهرات: «انضممت للمظاهرات وتصديت للشرطة. فعلت كل شيء. لدي أربعة أطفال وليس لي منزل. أنا شخصيا أحتاج مساعدة من الحكومة الجديدة ولكن لم تأت أي مساعدات بعد».
الفقر واضح في سيدي بوزيد وتمتلئ شوارع المدينة المتهالكة بالعشب ويملأ سائقو السيارات خزانات البنزين من عبوات بلاستيكية من أكشاك على الطريق ويسافر عمال أميالا لمدينة صفاقس الثرية نسبيا للعمل هناك.
وأدت الانتفاضة لتعثر السياحة وصناعات أخرى وربما يستغرق علاج المشاكل الاقتصادية التي أشعلت شرارة الثورة وقتا أطول.
من جانب آخر قالت وكالة الأنباء الحكومية التونسية أمس الثلاثاء إن مجلس حماية الثورة في تونس انتخب أعضاء اللجنة المستقلة التي ستشرف على انتخابات المجلس التأسيسي مما قد ينقذ الانتخابات من احتمال تأجيلها.
وتضم اللجنة ممثلين عن المحامين وهيئات حقوقية ونقابة الصحافيين ومحاسبين.
وأثيرت احتمالات عن إمكانية إرجاء الانتخابات في صورة وجود عوائق فنية.
وقال رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي قبل يومين: إن الحكومة ملتزمة بموعد 24 يوليو تموز لإجراء الانتخابات لكن إذا كانت هناك بعض العوائق فيمكن الحديث عن احتمال آخر.