الدمام - سلمان الشثري
أكد رئيس هيئة السوق المال أن الشركات العائلية تواجه تحديات جسيمة على الرغم من أنها تستحوذ على الحصة الأكبر من مساحة الشركات في المملكة وقال الدكتور عبدالرحمن التويجري: إن تحديات هذه الشركات تزداد مع توالي الجيل الثاني والثالث من ملاك الشركة حيث يبدأ التباين ويتسع الخلاف بين الملاك مما يوفر بيئة غير صحية لأداء الشركة وأضاف خلال كلمته في ملتقى (الحوكمة في الشركات العائلية) بالشرقية أمس أن طريقة إدارة الشركات قد تغيرت، بفعل التطور في العالم، الذي فرض أساليب جديدة ونرى أن من مصلحة الشركات واستمرارها هو الالتزام بقواعد الحوكمة، وهناك إجراءات كثيرة ينبغي أن تتخذ لمنع أي تداخل بين الإدارة ومسؤولية الملاك، ونرى أنها تشكل فرصة جيدة للتوسع والدخول إلى أسواق جديدة وزيادة القدرة على التمويل بتكلفة تنافسية. وأكد التويجري على التزام الهيئة بإرساء أفضل الممارسات في مستوى الحوكمة وتقارير الإفصاح لتحقق التحسن في الأداء وفق المعايير العالمية والدولية. وأضاف: هناك أمثلة كثيرة لشركات عائلية تحولت إلى مساهمة ثم أُدرجت في السوق وعملت وفق أنظمة وضوابط الهيئة فنجحت وتعززت قدرتها التنافسية مما نتج عنه توسع أعمالها ودخولها في أسواق جديدة.
وذكر التويجري أن هناك مسحاً ميدانياً أجرته الهيئة أقر خلاله 70% من مسؤولي الشركات المساهمة بقدرة شركاتهم على الحصول على التمويل اللازم عند الالتزام بالحوكمة. مؤكدا أن تحول الشركات العائلية إلى مساهمة سيعزز استمرارها، وقدراتها التنافسية، وتوسع أعمالها، ولكن هذا التحول يتطلب من الشركات الالتزام بالإفصاح والشفافية والعدالة مع المساهمين دون النظر لحصتهم، وتطبيق مبادئ الحوكمة للحفاظ على حقوق المساهمين كافة. من جهته قال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد بأن الاهتمام بتطبيق الحوكمة في الشركات العائلية، ينطلق من الأهمية الإستراتيجية للشركات العائلية، وموقعها في الاقتصاد الوطني، حيث تشكل هذه الشركات نسبة كبيرة ربما تتجاوز 60% من حجم الاقتصاد السعودي، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة فيما يتعلق بعدد وحجم الشركات التجارية العائلية في الخليج، إلا أن الأرقام المتاحة تكاد تجمع على أن 75% من الشركات العاملة في القطاع الخاص في دول المجلس هي شركات عائلية، يقدر عددها بنحو 5 آلاف شركة، تقترب أصولها من تريليون دولار وتستوعب أكثر من 70% من إجمالي القوى العاملة في المنطقة. .وأكد المشاركون في جلسة النقاش الأولى للملتقى على أهمية الفصل بين المسؤوليات في الشركات العائلية، بين مجلس الإدارة، والجهاز التنفيذي، وأن يحدث المواءمة والانسجام بين مصلحة العائلة والشركة، من خلال دخول عناصر مستقلة في عضوية مجلس الإدارة. من جانبه أوضح المدير التنفيذي لشركة ماكينزي بالشرق الأوسط كيتو دي بوير أن هناك عددا كبيرا الشركات في أوروبا وآسيا وأمريكا مثل فريق مانشستر سيتي، وجوجل، وماكروسوفت هي شركات عائلية، وهي ناجحة، والسر في ذلك النجاح أنها اعتمدت على الكفاءات والمواهب، حتى لو كانت من خارج العائلة، وأشار إلى أن الكثير من الشركات العائلية حققت نجاحات كبيرة، فحازت على ثقة الحكومات، ومنحتها فرصة إدارة أملاكها، فصارت الشركات العائلية نموذجا للشركات التي تنظر إلى المستقبل.