مشكاة القلم انطوى عن أديمها عن حبر آخر شيوخ الأدب،
والتربية، والنقد
مضى عبدالله عبدالجبار ممعنا في الغياب...
موغلاً في الصمت...
وقد ملأ الأفواه بما تقول... عما قال...
وشغل الراكضين وراء مراميه... وغاياته...
ما شاء لهم الانبهار في مرحلة النُّدرة..
اتفقوا معه... أو اختلفوا...
فهو علامة مهمة جدا في تاريخ الوطن...
فكراً...ونقداً... ومواقف تربوية..
وصاحب رأي وموقف..
مؤسس منهجه في النقد عرف به...
مقتحم تياراته كيفما رؤيته توجهت،..
وطويته استلهمت،..
وفكره جال،..
مبتديء التربية وأهدافها...
والصحافة وأشكالها...
بروح جدل ترى بصيرته فيه، ما وراء التوقع، في يفاعته ونضجه..
هو أحد الذين بصموا أسماءهم في الوثائق، والذاكرة..،
وأقاموا أعمدة قوائمهم في الشمس، والظل..،
ثم انطوى وانزوى...، حتى كاد الناس أن ينسوه، وبالفعل تناسوه..
ليحرك بصمتِه الناطقين..،
وليسيِّر بهجرِه الراحلين..،
حتى آخر لحظة جُمعت فيها أعماله في سبعة مجلدات..،
ليعلو صوته بين القارئين...
هي سفر ناصع، لقلب نابض..
ثم سافر وداعا أخيرا بالأمس الأول..
وبسفره النهائي، عبدالله عبدالجبار..
يكون قد أشاع لمسار البحث بوابات عريضة..،
سيؤمها الباحثون...، الذين تعودوا أن يتذكروا بعد الفراق..
سافر نهائيا عبدالله عبدالجبار..
ولسان حاله : لا يعنيني أمرٌ ما بعد رحيلي..، لم يكن أعنى به وأنا موجود..
رحم الله الشيخ الأديب، آخر غصن في شجرة الشامخين..
وأسبل عليه من رحمته ما يجعله في جنانه العلية..
ومغفرته الجزيلة..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.