قراءة في القرارات الملكية الكريمة:
في سبيل الخير ومن أجله، وفي ركابه نسير، ونبتهل إلى الله العلي القدير أن يجعلنا ممن أوتي الحكمة لأن فيها الخير الكثير الذي يطمح له كل إنسان في هذه الحياة يعشق الحق والصواب والإصلاح والارتقاء.
والحكمة فقْه وفتْح ونعمة من الله وأسلوب من أساليب التعامل الرفيع في هذه الحياة تثمر نتائجه ثمرات حضارية رائعة تفتح سبل الخير وترشد إليها، والحكمة تعني الفهم والإتقان والحجة أو الانضباط والاعتدال في القول والعمل والتعامل مع الناس.
توافدت إليَّ هذه العبارات وأنا أصغي إلى هطول [القرارات الحكيمة] التي انسكبت مثل زخّات البَرد واكفةً على متلهف لبشائر الغيث في موسم من مواسم الخير، ومن منا لا يبتهج ببشائر الغيث وأمطار الخير والبركات؟
تتوقّفُ اللحظاتُ الجميلة مأخوذةً بالدهشة والتقدير لحضور المواقف الإنسانية الرائعة في بهجة التاريخ وحضوره.
وتتعثّر العبارات عن التعبير عن تدفّق المشاعر الفياضة عند إطلالة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز وهو يتحدّث لأبنائه شعبه العزيز حديث الوالد الحاني، هذا الرائدُ الذي يكتنز قلبه الحبّ والصدق والوفاء، كما اعتدنا ذلك منه في تجلّياته الرائعة التي تُبهجُ وتُسعد وتضيف إشراقاً وتألُّقاً وحبوراً، وتُختتم هذه التجليات المشرقة بعبارة مسكونة بالحب والشفافية والتلقائية [لا تنسوني من دعائكم].
تتجدّدُ بشائرُ الخير بعودةِ خادم الحرمين، وتتوثّقُ عرى المحبّة والوفاء والانتماء بمباشرةِ [قرارات الخير والتنمية والإصلاح والبناء] لمعاناة الإنسان وهواجسه، ومشاعره التي لا تملكُ إلاّ أن ترفع أياديها مبتهلةً إلى الله بالدعاء، ومعبّرةً عن أسمى آيات الشكر والتقدير لهذا الحضور البهيج وهذه التجلّيات الرائعة لخادم الحرمين الشريفين -وفّقه الله ورعاه- ومتّعه بالصحة والسعادة، وأسبغ عليه نعمَه الظاهرة والباطنة، وأمدّه بطاقاتٍ من العونِ والرضى والاقتدار.
- مشاعر المواطنين تبتهجُ، وتبتهلُ إلى الله بالدعاء لهذه البشائر التي تؤثّر في نسقِ الحياة وترتقي بفعاليّاتها.
- تنعكسُ هذه الخيراتُ المتدفّقةُ على كلّ أعضاء المجتمع، كلِّ مواطن يسكنُ في أيّ منطقة، أو مدينة أو قريةٍ أو هجرةٍ بالمملكة.
- إشراقاتُ العدالة وتجلّياتُها تتوزّعُ على كلّ الأرجاء، وتغمرُ القلوبَ والمشاعر وأنسجةَ الحياة.
- الرغبةُ الإيثاريِّةُ التي تُعنى بتوفير الإيلافِ في السكن والمعيشةِ، والصّحةِ، والطمأنينةِ والأمانِ للنّاس جميعاً لا بُدَّ أن تهطلَ انعكاساتُ تجلّياتها بأمطارِ البهجة والسعادة على كلِّ الوجوه، وآفاق الوجود. على كلّ الرّحاب، ولا بُدّ أن تُستقبلَ بالبِشْر والابتهاج والشكر والدُّعاء.
- لا بُدّ أن تتوقّف اللّحظاتُ التّأمليّةُ أمام هذه القراراتِ الخيريّةِ الشاملةِ لكلِّ الأنسجةِ والفعاليات، والاهتمامات في مساربِ الحياة.
- ثلاثةٌ وثلاثونَ قراراً منبثقةٌ -ولا بُدَّ- عن دراسات مستفيضةٍ شاملةٍ لمقاصَد شتّى، وشرائحَ مختلفة، وشؤونٍ وشجون واعتباراتٍ واقعيّة مُلحَّة، نقرؤها واحداً واحداً فنجدَها جديرةً بالتقدير والدُّعاء والثّناء لكل من بذلَ الجُهْدَ وأخلص في العمل، وطمحَ إلى الوفاءِ والإتقان والارتقاء.
- تأخذُنا شخصيةُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى آفاق الشفافية والنقاءِ في تعامله الأخلاقيِّ مع أبنائه في خطابه الصريحِ المؤثّرِ في أنسجةِ الوجدان، يبادلهم حبّاً ووفاءً، وانتماء، ويجزلُ في العطاء، ويشرعُ للجميع نوافذَ البوْح والحوار والفعاليات الحضارية المتألّقة، ولا بَّد من الاتّزان، والتّوازن في كلِّ شيء.
رفيعُ الخُلْق، في نُبْلِ النوايا
وصدقُ القول، والفعْلِ، المزايا
وسيطرة المحبّة، والتّسامي
على رفع السواعد، والخطايا
وحكمةُ عاقلٍ، وغراسُ حلْمٍ
وعدلٌ في التّعامل، والقضايا
وما أحلى التواضع في اتّزانٍ
لدى حمّى التغطرسِ، والخلايا
ورفْعُ معاولِ الفوضى بدعوى
مطالبَ في الخبايا، والزّوايا
تقدّمْ بالمطالب في ارتقاءٍ
وحاورْ دونَ معترك المنايا
)))
في غمرة الْتقاءِ هواجس المحبّة والوفاء بين أبناء الوطن وقيادته يتغنّى الشّعرُ والبوح، وتتفتّح أنسجةُ الوجدان متناغمةً في حبّ الوطن الأثير.
- إنّ المواطن وقيادته الحكيمة يتفقان أبداً على الحب والوفاء وتوثيق عرى الانتماء ويتفقون معاً على حبّ هذا الوطن العزيز والإخلاص له، والتضحية من أجله، ويجدّدون عهد الوفاء والانتماء بكل مصداقية وشفافية ويبقى حضوره في الذاكرة والوجدان ألقاً وهاجساً ونشيداً يهتف من الأعماق:
أسافرُ فيكَ، ومنكَ، إليكْ
ويحضنني الشوق في مقلتيك
حضورك في خافقي لهفةٌ
تؤرّق نجوى الحبيب لديك
أسائلُ عنك ندى زمزمٍ
سؤال الحنين إلى مروتيك
أنوءُ بهمّي الثقيل سدىً
إذا ما ارتشفْتُ النّدى من يدْيكْ
شجونُك في هاجسي غربةٌ
وكوخي بأرضكَ أجملُ أيكْ
سلامٌ عليك متى نلتقي
وفي كلِّ حين: سلامٌ عليكْ
)))
- عباراتٌ محفوفة بالبهاء والإشراق والبراءة تبقى في الذاكرة وأنسجة الوجدان، نصغي إليها من والدنا الفاضل عبدالله بن عبدالعزيز وتخترق هواجسنا:
«دامكم بخير فأنا بخير»
«لا تنسونا من دعائكم».
وتلتفت القلوب مع انتباه الذاكرة لهاتف منك -أيّها الملك العزيز- إذ تقول [ولا أنسى مفكري الأمة وكتّابها الذين كانوا إسهاماً في نحور أعداء الدين والوطن والأمة] وكيف ننسى من يهتف بنا من الأعماق لتلامس عباراته شغاف قلوبنا؟
كيف ننساك وقد غمرتنا بلطفك وعطفك، ثم أضفْتَ إلى المصداقية التعبير الأمثل، وأغدقت زخّات من خيرات الوطن على أبناء الوطن لتوثيق أواصر الحب والوفاء والانتماء، ولأنّهم أمناء على الدين والوطن كما قلت في كلمتك: [أقول للجميع، ولكل مواطن ومواطنة: إن أيَّ أمة ترفع كلمة الحق لا خوف عليها، وأنتم في قلبها الأمناء على الدين، وأمن واستقرار هذا الوطن].
- وفي قراءة متأنية متأملة لهذه القرارات الملكية [الثلاثة والثلاثين] نلحظ أنّها تعترف ضمناً بمعاناة حقيقية واقعية، وتتجاوب معها لتنتشل أصحابها «المواطنين» بشرائحهم المتفاوتة من أوضاع متدنية أو متواضعة إلى الارتقاء بآمالهم وأحلامهم وأمنياتهم إلى حقائق طموحة تتحقق على أرضية الواقع، تتوزّع على جداول واهتمامات ومسارب شتّى تنسكب في فعاليات الحياة لتأخذها إلى التجلّيات المشرقة في آفاق الوطن من تدفّق خيراته على يدي خادم الحرمين الشريفين الذي يبتهج بكل ما يوفّر السعادة والارتقاء للمواطن والوطن حتى لا يبقى مواطن في المملكة يشكو من الفقر ومعاناة السكن والعوز والمرض، أو مواطن عضّه الدهر بنابه.
- تتوزّع هذه القرارات الملكية الكريمة على بيادر متطلّعة إلى العطاء والرفاه تمثل في العوامل التالية:
1 - توفير فرص السكن، ودعم موارده وعناصره عبر قنوات شتّى من أهمّها: إنشاء وزارة الإسكان التي تسهم في القضاء على الأزمة والفراغ الذي يعاني منه هذا القطاع المهمّ، وتوفير أهم ركائز الأمن والإيلاف.
2 - توفير فرص العمل للشباب، وفتح الأبواب لتأهيلهم وتدريبهم، ومعالجة مشكلة العاطلين منهم.
3 - توفير ستين ألف فرصة عمل في قطاع وزارة الداخلية لتغطية الحاجة الفعلية للعناصر الأمنية.
4 - دعم الأندية الأدبية، والأندية الرياضية للارتقاء بخدماتها وفعالياتها، وفي هذا الدعم يمكن أن يحقق لبعض الأندية الأدبية حلمها في بناء مقر لها كالنادي الأدبي بالرياض.
5 - دعم رافد من روافد الإسكان، وتوفير السكن للمواطنين برفع حجم القرض العقاري من [300.000 ريال] إلى [500.000 ريال] وهذا الدعم ينهمر في جداول تيسير تأمين السكن لمن لم يستفيدوا من القرض العقاري وبخاصة من لا يملكون قطع أراضٍ بعد إلغاء شرط تملك الأرض السكنية.
6 - دعم بنك التسليف والادخار لتوفير فرص القروض للمشروعات والحالات المستحقة لتيسير القرض وإيجاد فرص الحراك التنموي والاجتماعي.
7 - دعم الضمان الاجتماعي الذي نأمل أن تتفتّح معه نوافذ التفكير لإعادة النظر في رفع مستوى حدّ الكفاية لتغطية الحاجة الفعلية، والمرونة في دعم الأسر المنتجة وتكثيف العناية بتوفير فرص شتّى للارتقاء بمستوى تلك الأسر وشمول الضمان للحالات الأولى بالرعاية {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} (273) سورة البقرة بتكثيف الدراسة والبحث الميداني، وعدم انتظار حضورهم إلى مكاتب الضمان.
8 - معالجة مشكلة المديونيات للمساجين، والمبادرة إلى التسديد عنهم، وفي هذا التوجُّه النبيل إسهامٌ واقعي رائع في رفع معاناة هذه الحالات، تحرّض في الوقت ذاته إلى تكثيف التوعية نحو إعادة التأهيل والترشيد والبناء لتوفير الحماية والعودة إلى البناء وتوثيق عرى الترابط الاجتماعي بعودة هذه الحالات التي أدت بها ظروف عابرة أو طارئة أو ضرورية إلى السجن فانعكس الضرر على أسرهم التي تتأثر بما تأثّروا به مما ينبغي معه: دراسة وضع الأسر وتوفير البدائل الأنسب لها في حالات مماثلة مما يؤيد المطالبة بأن يكون للأسرة نصيب من خير الوطن يمنحها شيئاً من الأمل والتأمين والضمان لا تحتاج معه إلى لجنة أو رافد آخر مع توفّر الضوابط الشرعية المناسبة.
9 - تيسير أمر المقترضين المستفيدين من [صندوق التنمية العقارية] بإعفائهم من قسطين لعامين كاملين مما يشجّع على استقطابهم للوفاء بالتزامهم نحو الصندوق بالتسديد لبقية الأقساط مما ينعكس على مستفيدين آخرين للإفادة من القرض مستقبلاً بإذن الله.
10 - إنشاء [هيئة عامة لمكافحة الفساد] وفي هذا القرار حكمة تتحقق لمصلحة المواطن، وتُعدّ رافداً من روافد الإصلاح لكي يتجه الإصلاح في مساره الصحيح دون معوقات. مما يبرهن على أن الأيادي التي تعطي بسخاء، وتبذل الخير تحافظ على إنمائه واستمراره، وترتفع لتصدَّ عن سبيل تدفقه كلَّ عوامل الفساد التي تحاول أو تفكّر في عرقلة سير القافلة المباركة لتجني الثمرات اليانعة التي تضمن تدفّق شلالات الخير إلى فعاليات وتجلّيات متنامية.
وما أجمل وأروع أن نستقبل هذه القرارات الحكيمة ونحن نحتضنها ونفرح بتجلّياتها أن تتحول من بيادر تنمية وإصلاح وعلاج عاجلة إلى شتائل تنغرس في تربة البنية التحتية لمشروعات وطنية إستراتيجية مستقبلية تحقق للأجيال القادمة آمالاً مثمرة، ولبنات تنسيهم شقوة المعاناة، وتشرع لهم بوابات العمل والإنتاج والفعاليات الحضارية الطموحة الرائدة.
- وانسجاماً مع تجليات الفرح والاستبشار بهذه القرارات الحكيمة المدروسة بعناية ينبغي: أن تتوثق عرى الصلة والتواصل مع شرائح المجتمع المستهدفة في هذه القرارات بأن تنعكس أهدافها على كل قطاعات الدولة لتجديد التفكير ووضع رؤى الإصلاح ومكافحة الفساد في عين الاعتبار بالمبادرة إلى الإصلاح، واجتثاث عناصر الفساد لكي لا تستمر في تكدير صفو الفعاليات الرائدة، المنهمرة في مسارب العمل والتدريب والبناء والتأهيل والارتقاء، ولا بدّ -إذن- من الإفادة من إيجابية هذه القرارات، ومباشرة حاجة المستفيدين بالمرونة الواعية، والتّعامل الأمثل في التنفيذ، وتجاوز السلبيات، والتعقيدات «البيروقراطية الفجّه» ومعالجة الفجوات والنتوءات، والاحتمالات الروتينية التي قد تتسبّب في حرمان مواطن من حقّه في العمل أو التدريب أو التأهيل [ممن ليس لديه عمل] أو حقّه في السكن [ممن ليس لديه سكن] بتأمين بدل السكن حتى يتمكن من توفير السكن مستقبلاً مثل [حالات المستفيدين من الضمان الاجتماعي] أو التعليم بتوفير فرص التعليم ومراكزه ومدارسه لمن لم يتمكنوا من التعليم [فئات محو الأمية وتعليم الكبار] الذين لا تتوفّر مدارس مخصصة لهم إذ كيف نتمكن من القضاء على الأمية ونحن لم نوفّر مراكز متخصصة لهذه الحالات؟! تساؤل بحجم المعاناة لتأهيل هذه الفئات واستقطابها لتوفير المصلحة الذاتية للارتقاء بمستواهم. وتوفير التأهيل وإعادة التأهيل لذوي [الحاجات الخاصة] أو [المرضى النفسيين] في مراكز ونوادٍ اختصاصية مجهزة مناسبة لحالاتهم، كل هذه العناصر مهمة في سبيل الإصلاح والتنمية، وتحسين الأوضاع، والارتقاء بالفعاليات الاجتماعية والتنموية، لا بُدّ أن نفكر فيها، ونعقد الدراسات والفعاليات لمعالجتها ووضع التصوّرات المناسبة لتوفيرها.
ويتحدّث الشعر: وفي حضرة هذه التجلّيات المشرقة لعودة خادم الحرمين الشريفين تأبى المشاعر إلاّ أن تعبّر عن ابتهاجها بهذه العودة المباركة والالتفاتة الكريمة أملاً في أن تنهمر أمطار الخير والبركة على كلّ الأرجاء، وكل المواطنين كفوفٌ مرفوعة تبتهل إلى الله بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- وتبتهج.. وتهتف، وتردّدُ أجمل الأناشيد متطلّعة إلى تدفّق العطاء باستمرار لمصلحة الوطن والمواطن.
العيدُ: أنتَ حضورُهُ - والدّارُ
ضاءَ الوجودُ، وشعّت الأقمارُ
قلقٌ تملّكني -فديتُك- عندما
خفتتْ، وحارتْ نحوَكَ الأخبارُ
خبرٌ يسابقُ في رحابكَ هاطلاً
وبشائرٌ تهفو لها الأعمارُ
ما نافستْكَ على الوفاءِ شمائلٌ
إلاّ تألّق نبضُك - الإيثارُ
نهرٌ تدفّق بالحنان، وهاجسٌ
يسمو به من خافقيكَ فنارُ
من راحتْيكَ تبلْورتْ آمالُنا
صرحٌ، وجامعةٌ تضوعُ، ودارُ
وروائعُ الفُرَص التي حوَّلتَها
لغةً، وبعثةَ طامحٍ يختارُ
ومناهجٌ، تجديدُها متدثّرٌ
برؤى الحكيم، ومَن إليه يُشارُ
وتخصُّصٌ، أنّى توجَّه يرتدي
حُللَ الفضيلة، والعلومُ دثارُ
وريادةٌ أنتَ الخبيرُ بشأنها
فاسلمْ، فكلُّ المنتدين حوارُ
http://www.alhumied.com