جميل جداً التشجيع والتكريم لمستحقيه، والاهتمام بالنشء والبراعم لكلا الجنسين، والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان والنجاة، والحمد لله أن الكثير من أبناء هذا الوطن يسارعون في توظيف جزء من ثرواتهم وأموالهم في المشاريع الخيرية، ودعم الكثير من الجمعيات التي تعنى برعاية الشباب لحفظ القرآن الكريم والسنة المطهرة والإبداع العلمي، والأنشطة الهادفة، فكل واحد في هذا الزمان يحاول تخصيص جائزة سنوية يكون مقرها غالبا بلده الأصلي مهوى رؤوس أجداده وآبائه وفاءً منه ملتمسا الأجر والمثوبة من رب العباد جل ذكره، وإحياءً لذكرى من غابوا عن نواظرهم، ومن أولئك الإخوة الأفاضل الشيخ الوجيه إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان الذي وظف شطرا من ماله الخالص للأعمال الخيرية، والعناية بالأرامل والأيتام وتشييد عدد من بيوت الله، وجعل مقر جائزته في تمير مدينة آبائه، وقد شيد مبنى ضخما يشمل قاعات فسيحة جدا ليكون مقرا دائما لها على مدى تعاقب الملوين إلى ما شاء الله ابتداء من العام القادم بحول الله، وهذا يدل دلالة قاطعة على طمعه في مضاعفة أجره يوم يلقى وجه ربه بعد عمر مديد على طاعة الله ، فالله سبحانه يقول (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) فالجائزة الآن مستمرة يكرم فيها عدد كبير من المتميزين من معلمين وطلاب وطالبات من مدينة تمير ومحافظة المجمعة، وغيرهم ممن لهم بصمات مشرفة..
فالشيخ إبراهيم أبو عبدالله مغبوط في جميع أعماله الجليلة التي يتعذر حصرها وعدها، فهو لا يرغب في الإطراء ولا تكرار عد محاسنه - زاده الله خيرا وبركة- ففي يوم الأربعاء 25-4-1432هـ جرى تكريم المتميزين والمبدعين في تمير ومحافظة المجمعة بمقرها في مدينة تمير بمبنى نادي المجزل تحت رعاية معالي الدكتور علي بن سليمان العطية نائب وزير التعليم العالي في حفل بهي بهيج حضره عدد كبير من وجهاء المجتمع، ومن أولياء أمور الطلاب والطالبات والمكرمين . وقد حضر معاليه ومرافقوه بعد صلاة الظهر مباشرة، وكان في استقبالهم راعي الجائزة الشيخ ابراهيم مهليا ومرحبا بمقدمهم، وعندما أخذ الضيف مكانه في صدر المجلس ألقى الشاعر المبدع الأستاذ عزام بن عبدالله الخريف قصيدة رائعة جدا نالت إعجاب الحضور استهلها بالترحيب براعي الحفل ثم الدعاء والاستبشار بشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -متعه الله بالصحة والعافية -، مبدياً الشكر له على الأوامر السامية الشاملة التي عم نفعها جميع المواطنين مدنين وعسكريين، داعيا المولى بأن يحرس هذا الوطن أرض الحرمين الشريفين من كل مكروه، ثم قام معالي الدكتور بجولة سريعة في أنحاء المدينة والحي الجديد بصحبة الشيخ ابراهيم السلطان، وذلك إثر إلحاح الأهالي على الوزارة بطلب فتح كلية للبنات، فأعجب برحابتها وكثافة سكانها، وقد رأى فوق ما كان يسمع عن هذه المدينة الوادعة الموصوفة بالهدوء ونقاء الجو، وصنيعه هذا في منتهى الدقة والأمانة في العمل، وقد وعد بخير بارك الله فيه وبوقته، وبعد الانتهاء من مأدبة الغداء في استراحة الشيخ ابراهيم، وبعد صلاة العصر اتجه الجميع إلى مقر نادي المجزل حيث مكان الحفل التكريمي، فقام الأستاذ الشاعر عبدالله بن سعد الغانم إمام وخطيب جامع أحد المساجد بتمير..، فألقى كلمة ترحيبية بمعالي الدكتور راعي هذه الجائزة، ثم بدئ الحفل بأي من الذكر الحكيم رتلها الطالب النجيب ابراهيم بن عبدالله الكديان - متوسطة حطين - بعده كلمة الجائزة للدكتور / موسى بن عيسى العويس مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة المجمعة، وقد تخلل الحفل العديد من الفقرات من بين قصائد وكلمات، وكان من أبرز الفقرات قصيدة الشاعر المبدع / فهد المفرج استهلها مرحبا براعي الجائزة معالي الدكتور علي بن سليمان العطية شاكرا استجابته وتشريفه حفل هذه الجائزة التي له بالغ الأثر في نفوس المواطنين راجيا من الله ثم منه الإراع بتحقيق مطالب أولياء أمور الطالبات بطلب افتتاح كلية للبنات تريحهن من شد الرحال كل صباح إلى الدراسة خارج مدينة تمير، مما قد ينجم عن ذلك من تكرار حوادث السير المؤلمة، ولسان حالهن يخاطبنه بهذين البيتين:
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما
نجح الأمور بقوة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنما
يدعى الطبيب لشدة الأوصاب
بعد ذلك ألقى كلمة المتفوقين الطالب عبدالعزيز بن حمود السلامة، ثم توالت فقرات الحفل، وفي الختام نهض راعي الحفل معالي الدكتور علي العطية فألقى كلمة ارتجالية ضافية شكر فيها الشيخ ابراهيم السلطان على بذله السخي في تشجيع النشء، وتكريم المتفوقين والمبدعين من معلمين وطلاب وطالبات، متمنياً للجميع دوام الاستمرار في التنافس الشريف والإبداع العلمي، والنهل من حياض العلوم العذبة النافعة، وما من شك أن حسن اختيار الشيخ ابراهيم لرعاية الحفل السنوي للجائزة من دوافع الإقبال على التنافس في التحصيل العلمي والحضور المميز، كما أن تكريم أمثال الأستاذ الدكتور عبدالله بن ابراهيم المهيدب الحاصل على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة ظاهرة حضارية لا تستغرب على أمثال - أبو عبدالله - الشيخ ابراهيم السلطان، فمجال الترجمة مهم في نشر الوعي والثقافة العالمية وتبادل الخبرات، وكشف مواهب المعنيين بالثقافات العامة الهادفة:
بقدر لغات المرء يكثر نفعه
وتلك له عند الشدائد أعوان
فبادر إلى حفظ اللغات مسارعا
فكل لسان في الحقيقة إنسان
وفق الله جميع العاملين المخلصين لكل ما فيه الخير والبركة والأجر الوفير.
- حريملاء