سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الغراء يوم السبت 28 ربيع الآخر 1432هـ، الموافق 2 إبريل 2011م، في العدد رقم 14065، للكاتب الدكتور حامد بن مالح الشمري، الذي جاء تحت عنوان (متطلبات السياحة الداخلية)، وذكر من خلاله أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تحتاج إلى الرفع من مستوى تنسيقها وتكاملها مع الإدارات الخدمية لتوفير البنية الأساسية للسياحة، كما استعرض فكرة محدودية أهمية المهرجانات السياحية وأنها تخدم مصالح منظميها وأطرافاً وجوانب غير سياحية.
وإذ نتوجه بالشكر والتقدير للكاتب الكريم على طرحه لهذا الموضوع المهم، وحرصه على متابعة الشأن السياحي، إلا أننا نود التأكيد على أن ما جاء في سياق المقال حول الحاجة للرفع من مستوى تنسيق الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها، وجدوى وأهداف المهرجانات السياحية، يحتاج بعض التوضيح، كما يأتي:
أولاً: حول اقتراح الكاتب رفع مستوى تنسيق الهيئة وتكاملها مع الإدارات الخدمية مثل (الأمانات والبلديات، الطرق، المياه، الكهرباء، الغرف التجارية الصناعية.. إلخ)، نؤكد أن السياحة بوصفه نشاطاً متعدد الأطراف جعلت الهيئة منذ إنشائها تختط منهجاً للعمل يعتمد على الشراكة الفعّالة مع مختلف الجهات ذات الصلة بتنمية السياحة، وقد وقّعت الهيئة أكثر من 55 مذكرة تعاون مع جميع إمارات المناطق والوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالتنمية السياحية، وكانت الهيئة سبّاقة في تبني مفهوم الشراكة بين الأجهزة الحكومية في المملكة من خلال مذكرات التعاون، واتباع عدد من الجهات الحكومية بعد ذلك هذا النهج نفسه.
ثانياً: تحدَّث الكاتب عن المهرجانات السياحية بوصفها ذات فائدة محدودة، وتخدم مصالح منظميها وأطرافاً وجوانب غير سياحية. ولا يخفى على الكاتب أن المهرجانات والفعاليات تُعَدّ أحد أهم الأنماط السياحية الموجودة في جميع دول العالم، وتؤدي دوراً بالغ الأهمية في تنشيط الوجهات السياحية وزيادة الطلب على الخدمات والمنشآت السياحية وغير السياحية، وزيادة عدد الرحلات السياحية، إضافة إلى إبراز المقومات السياحية في المنطقة أو المدينة أو المحافظة التي تقام فيها تلك الفعاليات والمهرجانات، كما تسهم في توعية المجتمع وتصحح المفاهيم الخاطئة عن السياحة، وتقوم بدور فاعل في تعزيز البُعد الوطني والحضاري. وعلى المستوى الاقتصادي تقوم الفعاليات والمهرجانات السياحية بتوفير عدد كبير من الفرص الوظيفية للشباب، سواء كانت وظائف مؤقتة أو دائمة، وتسهم في تسويق الخدمات السياحة وغير السياحية مثل المنتجات الزراعية والصناعية والحرفية، كما أن الفعاليات والمهرجانات تساهم في إقناع وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في المنشآت الاقتصادية والسياحية في المنطقة التي يقام فيها هذا المهرجان أو ذاك، وأيضاً من الأمور المهمة التي تعود بالمنافع على المناطق التي تُقام بها المهرجانات تطوير البنية التحتية؛ فقبل إقامة الفعاليات والمهرجانات تبدي البلديات والجهات المعنية بالمناطق اهتماماً كبيراً بتطوير البنية التحتية قبل مواعيد إقامة المهرجانات التي يترتب عليها توافد أعداد كبيرة من السياح لتلك المناطق.
وفي العام الماضي 1431هـ تجاوزت عوائد مهرجانات الصيف 13 مليار ريال سعودي بزيادة 2 % عن العام الذي قبله؛ ما يؤكد أن المهرجانات والفعاليات السياحية حقَّقت نجاحاً مميزاً، وساهمت بفعالية كبيرة في تنشيط الحركة السياحية المحلية، وقد عملت الهيئة بوصفها جهة اختصاص بالتأثير على آليات تنظيم المهرجانات والفعاليات السياحية، واستطاعت تحويلها من الاعتماد على الجهود التطوعية إلى الإدارة والتنفيذ بشكل احترافي بواسطة شركات متخصصة ذات كفاءة وخبرة بالأمور التنظيمية لتحقيق الأهداف المرجوة منها.
ماجد بن علي الشدي
المدير العام للإعلام والعلاقات العامة بالهيئة العامة للسياحة والآثار