في الميثاق الدولي لدى اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة الدولية للتربية والعلوم والثقافة) المنظمة التي تسعى لإحلال الاحترام العالمي للدلالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان ومبادئ الحرية؛ في ميثاقها الدولي للتربية البدنية والرياضة قانون متعارف أو هو شعار رسمي مرفوع يقول (ينبغي أن تعمل الرياضة على تعزيز التقارب بين الشعوب وبين الأفراد فضلا عن تعزيز المنافسة النزيهة والتضامن وروح الإخاء والاحترام والتفاهم المتبادلين والاعتراف بسلامة الإنسان وكرامته) وانظر وركز على (سلامة الإنسان وكرامته).
هذه (الديباجة) متداولة على مستوى العالم، وهي تأكيد لمعاني الرياضة الحقيقية و(أخلاقياتها) السامية وأهدافها العديدة التي ترفع من قبل المتنافسين والممارسين لها، وينبغي الأخذ بها وإشاعتها على كل تنافس ومواجهة ولقاء ومستوى مهما كانت طبيعته ودرجته، وإذا كان ذلك على الصعيد الخارجي والتنافس واللقاءات القارية والدولية فما بالك باللقاءات والمواجهات والمنافسة الداخلية (المحلية المحلية)؟ من باب أولى أن ترفع مثل هذه الشعارات (السامية) على الصعيد الداخلي وتنافس ولقاءات (الأخوة) وأن تكون أول وأهم أهداف الرياضة وشعاراتها في البلد الواحد.
الرياضة هي لعب أو (تسلية) ومتعة ومنافسة وتقويم وأخلاق، وهي تساهم في (تخليق) سلوك الإنسان وتربيته وإكسابه قيمها الجميلة العديدة وخصالها الحميدة الكثيرة مثل التسامح والرضى والجماعية والاندماج والتعاون وأيضا تقويم ممارساته وسلوكه مثل العزيمة والإصرار والإرادة وتعزيز إنسانيته مثل التسامح الصبر، ولعل من أهم ما تزرعه ويفترض أو يجب أن تصنعه في الإنسان الممارس لها هو (ترسيخ) أسس المنافسة والقبول (قبول النتائج وقبول الرأي الآخر) ومحبة الآخرين والاحترام المتبادل.. من أجل هذه (الأهداف) الكبيرة السامية والمبادئ الحميدة وغيرها يأتي اهتمام الدول بالرياضة والحرص على انتشارها والصرف الكبير عليها، وعمل كل ما يمكن وتهيئة البنى التحتية والإمكانات الكبيرة لإشاعتها والوصول بها إلى المبتغى والفوائد التي لا تقف عند ما ذكرت وإنما تتجاوزها إلى حقول ومنافع كثيرة، مثل الصحة، فالاهتمام بالرياضة يعني تقديم أشخاص أصحاء، وفتح ناد رياضي قد يعني إغلاق أو منع الحاجة إلى عشرة من المصحات الطبية، والاهتمام بجيل رياضي ونشاطه واحتياجه البدني يعني غلق العديد من منافذ وطرق الجريمة والغواية (والدشرة).
والمجال وسيع للحديث عن الرياضة وفوائدها وأهدافها (بشرط) مهم وأساسي أن تكون (الممارسة) في وضعها الصحيح، بعيداً عن الجنوح بكل أشكاله وهيئاته التي تتعدد وتختلف، والتي ظهورها يعني الخروج بالرياضة عن موطنها وواقعها وأهميتها وأهدافها، وأول وأسوأ عنوان (الخروج) هو السير في مواكب (التعصب الأعمى) الذي يقود إلى ممارسات خاطئة لا صلة ولا علاقة لها بالرياضة وأخلاقياتها، وإنما هي من أنواع (الحقد والبغض والكراهية) ورفض الآخر.
ومن المؤسف أن كثيراً من ذلك أصبح (موجودا) وقائما في ممارساتنا وتعاطينا للرياضة وتعاملاتنا مع بعضنا البعض في ميادينها وما يرتبط بها من ساحات ومجالات مختلفة حتى وصل الأمر إلى السعي الحثيث للإيقاع ببعضنا البعض، بطرق مختلفة وممارسات عديدة شاهدناها ولمسناها علناً وفي وسطنا الرياضي، مثل التشهير بالآخرين وبطرق مختلفة، وتحريض السلطة وغيرها على المنافسين، بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى البحث عن (الأذى الجسدي) وحرق الوجوه والأبدان.. فهل هذه رياضة أو هي من أخلاقيات الرياضة، وهل يحق لي عطفا على ذلك أن أتساءل هل نحن رياضيون؟!
الاتحاد وأهون الرؤساء!
التوجه الاتحادي نحو (تكليف) رئيس للنادي لفترة أخرى قادمة، هو أفضل الحلول سواء في الوقت الراهن من وجهة نظري، على الأقل هو أفضل من (استدعاء الجمعية العمومية) للانعقاد في ظل الظروف الراهنة والأوضاع التي يعيشها النادي، فكل ما في العميد حالياً (منقسم) على نفسه، ولن يفيده استدعاء الجمعية العمومية، ولن يكون حلا مثاليا، ففي ظل الظروف الراهنة من سيأتي سيكون محسوباً على (فريق) من الفرق المتنازعة، وبالتالي لن يسلم من السهام ومن (الحرب الضروس) التي ستشن عليه من المعسكر الآخر.. والحل المقبول إذاً هو (رئيس مكلف مؤقتا)، يكون من أهدافه العمل على إعادة الأوضاع الاتحادية إلى طبيعتها، ومثل هذا الرئيس لا يجب أن يكون من الأسماء التي سبق لها رئاسة النادي من قبل، وإنما يفترض أن يكون رئيساً جديداً يتولى المهمة لأول مرة، لسببين رئيسيين؛ الأول ألا يكون (محسوباً) على أحد أو على أي فريق من الفرق المتنازعة، والثاني وهو الأهم ألا تكون له هو نفسه (أجندة شخصية) وحسابات قديمة مبنية على أعمال ومواقف سابقة، وبالتالي قد ينساق ويعمل على تصفيتها بإرادته أو بإرادة من حوله.. وإذا كنت أرى أن يكون الرئيس (جديداً) فمن باب أولى أن يكون أعضاء مجلس إدارته أيضا من الأسماء الجديدة الآتي لم يسبق لها دخول مجالس إدارات النادي، على الأقل في الخمس سنوات الأخيرة، وذلك أيضا تحسبا للأجندات وتصفية الحسابات، خاصة الأعضاء الذين يرى الواحد منهم أنه (سوبرمان) أو يعتقد أنه (طرازان) العمل الإداري الرياضي.
كلام مشفر
رغم أن التكليف (يحرق) أسماء يمكنها أن تعمل وتفيد النادي لوقت طويل وفترة جيدة، كما حدث مع الدكتور خالد المرزوقي، إلا أنني أرى أنه (الحل) الأمثل في الاتحاد حالياً بشرط أن يستفيد الرئيس المكلف من التجارب وأن يعمل على خلق التوافق وإعادة (اللحمة) الاتحادية بطريقة عملية (ولي عودة في الموضوع).
تعاطي العنف بين الرياضيين داخل ميادين الرياضة وخارجها هو شكل من أشكال التعصب، والتعصب هو أن ترى نفسك على حق وغيرك عكس ذلك، إذ تراه على باطل، وأن تطلب من الآخرين قبول رأيك وترفض قبول الرأي الآخر، وهو من وجهة نظري احتقار وضعف وعدم ثقة في النفس.
والمتعصب ليس رياضياً حقيقياً أو كاملاً، (أقصد المتعصب الأعمى) فالتعصب الأعمى ضد التسامح والقبول وهو تسلط ومقت وكره وعنف وأذية وأنانية.
(سلامة الإنسان وكرامته) أهم مبادئ وأهداف الرياضة، والسلامة ليست قصراً على التسلية وميادين اللعب وإنما في كل ما له ارتباط بالرياضة وعلاقة مباشرة أو غير مباشرة.