يقول أحمد رجب في أحد كتبه (الكلام نوعان كلام فارغ وكلام مليان كلام فارغ) وقد خطرت ببالي مقولته الساخرة وأنا أشاهد في حوار ينقصه الحد الأدنى من الوعي ولا يخلو من الفراغ والخواء الفكري وحال المذيع من الضيف حال من ظفر بمادة دسمة مع ضيفه الممتلئ فراغا حيث امتلأ الحوار بالمديح السمج لا من المذيع لضيفه بل من الضيف لنفسه ولو أن ذلك المخلوق المسمى -تجاوزا- شاعرا فهم حجم ما يقدم لكان حديثه عن نفسه أقل حياء من مشاهديه الذين أجزم أنهم يرفعون أياديهم لله شكرا أن من عليهم أنهم لم يكونوا بثياب ذلك المخدوع بما لديه رغم أن ما لديه لا يتجاوز العادي من الشعر الذي تتركز جل مادته على (المهايط) والاعتقاد السقيم أنه شيء خارق للعادة.
ومن عجائب الدنيا أن من يعانون من عقد النقص يظنون أن هذا النهج هو أجدى وأسرع الطرق لوصولهم وهو ربما يكون كذلك من باب معرفة الناس أن هناك من يقول يكفيني من الجمهور (السادة أنا) فنحن الذين نكتب الشعر ونسمعه ونحفظه ونردده ونصفق لنا وإلى أن يكون هناك ناقد يضع كل في حجمه الطبيعي سنرى من أشباه هذا المخلوق الكثير.
وقفة
ورب قبيحة ما حال بيني
وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن
إذا ذهب الحياء فلا دواء
fm3456@hotmail.com