المشهد لسيارة شاحنة تسمى دينا محملة بأكثر من (50) اسطوانة غاز تقف بجانب مخبز يضم أكثر من فرن يعمل بنار تتوهج، والعاملان الموزعان للغاز أوقفا السيارة ملاصقة للمخبز وذلك لتناول وجبة من الفول من المحل المجاور غير عابئين بمخاطر قد تحدث جراء تسرب غاز من الأنابيب ليدمر العمارة السكنية التي يقع بها المخبز بحي الخالدية قرب مصنع الأسمنت بالرياض والعمارة ملاصقة لمدرستين ابتدائية ومتوسطة، كما أن مدرستين للبنات تقعان مقابل العمارة من الجهة الغربية، يقول نفر من سكان الحي إنه قد تم تنبيه سائق السيارة وشريكه لهذا الخطر أكثر من مرة غير أنهم يكررون الوقوف بجانب الفرن وهو في حالة اشتعال فيما يبدو أنها حالة من الجهل وعدم تقدير العواقب، وأضافوا أنهم أبلغوا الدفاع المدني بالواقعة أكثر من مرة وكانوا يأملون توجيه الموزع ومنعه من هذا التصرف الخطر، وزادوا بأن القسم أحالهم لقسم السلامة وهو في حي آخر، وكان يفترض أن يتولى القسم الذي تلقى التبليغ التنسيق والمتابعة في ظل توفر آليات وتقنيات إلكترونية، وحين يتطوع المواطن بالتعاون والتبليغ عما يراه خللاً أو تعدياً على الأنظمة وتجاوزاً لحدود الأمن والسلامة، وحين يدخل تبليغه في زحمة ودائرة الروتين الممل، وتحويله من قسم إلى قسم فإنه حينها غير ملزم بالمتابعة والتعقيب، وينتهي دوره بأداء الأمانة إلى أهلها ولديه من شؤون حياته ما يكفيه، ومن يبلغ بالتجاوزات فهو خير ممن يشاهد ويهمل، والدور على صاحب الشأن المكلف بمعالجة التجاوز والخطأ، ويرى غير واحد أن مشكلة الغاز ليست قضية رئيسة ومقلقة إذا ما تم سن نظام شامل يعمم على كافة الموزعين بأنحاء المملكة بحيث يعتمد تشغيل من لديهم المقدرة والكفاية والتدريب الوافي والإدراك لمخاطر عملهم، ولا يتم الترخيص الرسمي إلا بجملة من شروط السلامة التي من شأنها الحد بإذن الله من هذه المخاطر، ويستذكر سكان الحي حادثاً وقع - حسب قولهم - في حي السبالة، في الثمانينيات وكانوا يأملون الاستفادة من آثار تلك الحادثة باتخاذ سبل الوقاية من أمثالها بمزيد من الاحتياطات والتوجيه والإرشاد ثم الحزم في اتخاذ القرارات، من ذلك حسب مقترحاتهم عدم تولي مثل تلك العمالة غير المدربة ولا الواعية بحجم المخاطر هذه الأعمال والتأكيد على الموزع الرئيس بمتابعة ذلك وعدم التعامل مع من لا يثبت أهليته لذلك مع وضع ضوابط وشروط السلامة وتحديد جزاءات المخالفين، إذ إن هذهلعمالة تعمل في أي مجال ولا يهمها إلاّ الكسب المالي، واستثمر أحد المتحدثين المناسبة لتقديم مقترحات منها: أن تكون مناور العمائر السكنية ذات حواجز مرنة لا تحجب الهواء يمكن فتحها كالأبواب عند الحاجة بين كل دور وآخر لمنع سقوط أشياء ثقيلة أو أشخاص أثناء أعمال الصيانة، وكذلك درج العمائر بأن تحصن ضد سقوط الأطفال من فتحات الأدوار العليا، والتعميم بوضع قاطع كهربائي في كل منزل يتم إنشاؤه يفصل التيار عند أي تماس ويكون ذلك ضمن فسح البناء.