مكة المكرمة
دشن مقهى مكة الثقافي بالنادي الأدبي بالعاصمة المقدسة مساء الخميس الفارط أولى نشاطاته المنبرية بأمسية شعرية جمعت كلا من الشاعر علي جبريل الحائز على مركز متقدم في مسابقة أمير الشعراء، والشاعر عبدالله ناجي، وقد أدارها عضو النادي الشاعر خالد قمّاش حيث بدأ مرحبا بالحضور، ولافتا إلى أن هذا النشاط سيكون حلقة أولى لسلسلة من الفعاليات القادمة التي تهتم بالمواهب المغمورة والإحتفاء بالأسماء الإبداعية التي لم تنل حظها من الظهور الإعلامي والتي عانت كثيرًا من الإقصاء والتهميش معبرًا في ذلك عن توجه الأعضاء المؤسسين لمقهى مكة الثقافي.
بدأت الأمسية بإذاعة قصائد صوتية للشاعر الراحل محمد الثبيتي - يرحمه الله - كمفتتح لذلك المساء الجميل، ثم عرف كل شاعر بنفسه كسيرة ذاتية مقتضبة، وتناوب الشاعران على إلقاء قصيدتين في ثلاث جولات متتابعة.
قرأ الشاعر علي جبريل عدة نصوص منها: (غادرت حلما، ورقصة روح..)
ثم قرأ الشاعر عبدالله ناجي نص (قداس) وأهداه إلى روح محمد الثبيتي النقية، ثم قرأ عدة نصوص أخرى، وقد تراوحت نصوص الشاعرين بين قصيدة النثر والعمودي والتفعيلة، وكان الحضور متفاعلا مع الشاعرين بشكل مبهج.
وبعد اختتام جولات الشعر اتيح المجال لعدة مداخلات كان من أبرزها مداخلة الدكتور عالي القرشي الذي جاء بصحبة الدكتور عاطف بهجات من الطائف لحضور هذه الأمسية، حيث علق القرشي قائلاً إنه مبتهج بهذا المقهى الذي يعيد الروح الشبابية للنادي، ويفعل من حضور الأسماء الإبداعية في مشهدنا الثقافي وألمح في سياق مداخلته على أننا تعودنا أن الرأس دائما يفرض املاءاته على القاعدة، بينما في مثل هذه المبادرات نجد أن القاعدة هي التي تصوغ الأفكار متدرجة إلى أن تبلغ القمة.
الدكتور عاطف بهجات علق نقديا وشدد على عدم مجاراة الرموز من قبل الشعراء الشباب حتى لا يسقطوا في ظلالهم الشعرية، بل يفترض أن يكتب الشاعر ذاته ويخلق صوته الشعري المتفرد، وذكر أن الشاعرين مجيدان في كتابة النصوص الشعرية الحديثة ولكنه تحفظ على تجربة كتابة قصيدة النثر لدى الشاعرين.
الجدير ذكره أن المقهى يتبنى إقامة الأمسيات الشعرية السردية تحت مظلة النادي الأدبي، ويقوم على تنظيم فعالياته نخبة من الأسماء الإبداعية على مستوى الشعر والقصة والرواية.