الجزيرة - الرياض

على الرغم من الاستثمارات الضخمة التي زادت عن 18 مليار دولار والتي تم إلزامها لمنشآت الرعاية الصحية في المملكة للسنوات الخمس المقبلة، إلا أن مصادر عليمة في القطاع تتساءل عما إذا كان سيتم تسليم المشافي وغيرها من المنشآت الصحية الجديدة بسرعة كافية لتلبية الطلب المتصاعد على الخدمات الصحية.

وتناقش شخصيات رفيعة من المملكة والخارج القضايا التي قد تسهم في تأجيل عمليات إنهاء المشاريع الصحية المهمة مثل الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بمنح التصاريح، التأشيرات، سداد المستحقات واستيراد التجهيزات والمعدات المتخصصة، وذلك خلال القمة السعودية للإنشاءات 2011 التي تعقد لأول مرة وتقام في الرياض بين 19-22 يونيو المقبل.

ووفقا لتقرير حديث صادر عن البنك الأهلي التجاري، يعتبر النمو السكاني وارتفاع متوسط الأعمار من العوامل الأساسية التي تدفع الطلب على الرعاية الصحية في المملكة. ووجد التقرير أن النمو السكاني عبر جميع الشرائح العمرية سيواصل نموه بأكثر من 3% سنويا ويعود ذلك في جزء منه إلى العدد الكبير للسكان الذين وصلوا لسن الزواج (20-29 عاما).

وأظهرت دراسة البنك الأهلي التجاري أيضا أن متوسط عمر السعوديين يبلغ الآن 73 عاما بارتفاع 9% خلال العقدين المنصرمين.

وقال نور سليمان المدير التنفيذي للقمة في (آي كيو بي سي) التي تنظم القمة السعودية للإنشاءات: «إن المملكة التي تعد أكبر اقتصاد خليجي وتشهد أسرع نمو سكاني، ستشهد تزايدا حادا في الطلب على الرعاية الصحية خلال العقد المقبل وما بعده. كما أن العديد من العوامل، مثل المعدلات العالية للمواليد وتزايد معدلات الأمراض اللا معدية مثل السكري والسرطان وأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض المتعلقة بالبدانة، ستزيد من الضغط على خدمات الرعاية الصحية».

ووفقا لمسح أجرته الجمعية السعودية للسكري والغدد الصماء في 2010 فإن أكثر من 70% من السكان في المملكة يعانون من البدانة والتي تعتبر مسؤولة عن المعدلات المرتفعة لأمراض السكري وأمراض القلب وغيرها من المضاعفات التي تثقل كاهل نظام الرعاية الصحية الذي يعاني أصلا من الضغط الشديد.

وأوضح التقرير أيضا تناقص عدد أسرة المستشفيات مقابل عدد السكان خلال السنوات العشر الماضية حيث انخفض 4.5% إلى 2.2 سرير لكل 1000 نسمة بنهاية 2009م.

ولتحقيق النسبة المطلوبة البالغة 3.3 سرير لكل 1000 نسمة بحلول عام 2014 فإن ذلك يتطلب إضافة 41.600 سرير مستشفى ما يعني تقريبا مضاعفة العدد الحالي البالغ 55.000 سرير.

ولمواجهة هذا الطلب خصصت وزارة الصحة 18 مليار دولار لقطاع الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية في ميزانيتها لعام 2011م، وتشمل هذه الالتزامات إنشاء وتجهيز مراكز رعاية الرعاية الصحية الأساسية وبناء 120 مستشفى جديدا وتحسين مستوى أربعة مستشفيات قائمة.

ونظرا لتوسع المملكة في الأعمال الإنشائية المتعلقة بالقطاع الصحي فإن القمة السعودية للإنشاءات 2011 ستجمع حشدا من الشركاء مع مطورين واستشاريين ومسؤولين حكوميين لمناقشة المشاريع المقبلة والفرص الاستثمارية في المملكة.

ومن بين الموضوعات الرئيسية التي ستناقش في القمة موضوع النماذج الجديدة للأعمال ضمن القطاع، وتعزيز الهياكل المشتركة بين القطاعين العام والخاص.

كما توفر القمة السعودية للإنشاءات معلومات الخاصة بأفضل الممارسات حول إدارة المشاريع والابتكار في تقنيات الأنشاء المستدامة وقضايا الصحة والسلامة لقطاع الإنشاءات.

وتحظى القمة بمشاركة بارزة لمسؤولين وخبراء من وزارة الصحة السعودية وجامعة الملك سعود ومعهد الملك عبد الله للأبحاث والدراسات الاستشارية والشركة الدولية لإنشاء المستشفيات المحدودة. وتشمل قائمة المتحدثين الرئيسيين كلا من الدكتور أحمد بن حبيب صلاح وكيل وزارة الاقتصاد، والتخطيط للشؤون الاقتصادية الذي يلقي الكلمة الرئيسية.

ويشارك في القمة أيضا أهم الشخصيات في شركات عالمية للإنشاءات والمقاولات مع ممثلين عن كبرى الشركات السعودية.