|
الجزيرة - الرياض
أبدى عدد من الإعلاميين إعجابهم بالخطة الإعلامية للانتخابات البلدية؛ لأنها راعت العديد من العناصر المتعلقة بالمراحل الزمنية لسير العملية الانتخابية، ولأنها استخدمت لغة سهلة في التعريف بالمصطلحات الانتخابية والشروط التي ينبغي مراعاتها بالنسبة للناخبين والمرشحين، ولأنها استطاعت من خلال رسائلها توعية للمواطنين وتبصيرهم بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية، وساهمت في خلق ما يعرف بالثقافة الانتخابية.
الإعلام
الإعلام يمثل رأس الحربة في صياغة الوعي الانتخابي لدى الجمهور المستهدف ويمثل ترجمة فعلية لمستوى التواصل بين المؤسسات الخدمية والشرائح المستهدفة وفي الانتخابات البلدية التي تستعد لها المملكة حالياً زخم تجربة لابد من استثمارها بشكل فاعل وتقييم أداء الإعلام ودوره في إنجاحها أولى الخطوات الهامة لتطوير المشاركة الإعلامية فيها.
من وجهة نظري أعتقد أن الخطة الإعلامية للانتخابات البلدية ساهمت بشكل جيد في التركيز على الحدث الانتخابي ودور المواطن في التفاعل معه لكنها لم تكن بذات المستوى في خلق وعي مجتمعي بإطار العلاقة بين الناخب والمنتخب والمسؤولية المشتركة لكل منهما من نجاح أو فشل الآخر.
فالمملكة اليوم تشهد تطوراً حقيقياً في تهيئة البيئة التنظيمية للمواطن للوصول إلى اقتصاد الرفاه، والاهتمام الذي يجده المواطن من المؤسسات التنفيذية بتوجيه ولاة الأمر الدائم - حفظهم الله - لابد أن يترجم أيضاً باهتمام المواطن نفسه بوعيه في بناء المؤسسات وتقويم أدائها.
الحملة الإعلامية للانتخابات البلدية كان ينبغي أن تبدأ بورش عمل مكثفة تتجه إلى عموم الجمهور وتفتح مجالات التواصل معهم حول مفهوم الانتخابات البلدية والأبعاد التنموية التي تمس المواطن من خلال تفعيل دوره في المشاركة بصوته وتقييم موقف المواطنين من العملية قبل البدء باستقطابهم إليها لإعداد رسالة إعلامية وعلمية صحيحة.
إيصال الرسالة
الصحفي بجريدة الاقتصادية هيثم السيد أكد تميز الحملة الإعلامية والتوعوية لانتخابات أعضاء المجالس البلدية في الدورة الثانية بأنها بدأت مبكرة، واشتملت على تنظيم عدد من ورش العمل التي استهدفت تأهيل الكوادر الإعلامية أو ما يعرف بضباط الاتصال في اللجان المحلية من أجل تبصير المواطنين بالعملية الانتخابية، من خلال الاتصال الشخصي، وعبر توظيف وسائل الإعلام في إيصال رسالة الانتخابات للمواطنين التي كانت تظهر في شكل تدفق إخباري مستمر عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، مشيداً في هذا الجانب بالتجاوب الفاعل للأجهزة الإعلامية التي ساعدت في نشر ثقافة الانتخابات.
تغطية إعلامية شاملة
الإعلامي يحيى الزهراني مقدم برنامج منارات بقناة الإخبارية يرى أن الحملة الإعلامية لانتخابات أعضاء المجالس البلدية في دورتها الثانية استطاعت أن تعرف المواطنين بالعملية الانتخابية وذلك من خلال الانتشار الواسع للملصقات واللافتات والتدفق الإخباري الكبير عبر الأجهزة الإعلامية في كل المناطق موضحاً أن هذا العمل الضخم عكس أهمية الانتخابات، وحفَّز المواطن على القيام بدوره من خلال المشاركة في الانتخابات. وقال: «إن الحملة الإعلامية تعكس الإستراتيجية التي اتبعتها اللجنة العامة للانتخابات وهو التركيز على المواطن باعتباره العنصر المهم في انتخابات أعضاء المجالس البلدية».
اتساق الحملتين الإعلانية والإعلامية
من جهته أشاد الإعلامي محمد الشقاء بالدور الكبير الذي قامت به اللجان الانتخابية على مستوى المناطق من أجل التعريف بالعملية الانتخابية، مبيناً أن الجهد الإعلامي كان ظاهراً في استخدام كافة الوسائل الإعلامية الحديثة والتقليدية لإيصال رسائل التوعية الإعلامية، واتساق الحملة الإعلانية التي استخدمت إعلانات الطرق والجسور مع رسائل الحملة الإعلانية مما يدل على وجود أهداف إستراتيجية محددة.
وبين الشقاء أن الخطة الإعلامية للانتخابات استهدفت تشجيع المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات وتوسيع قاعدة مشاركة المواطنين في التنمية المحلية.
واستطاعت الحملة الإعلانية في الوقت نفسه أن تنشر ثقافة الانتخابات وسط المواطنين وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للوسائل الإعلامية والتركيز على المواطن العنصر الأهم في العملية الانتخابية.
ثقافة الانتخابات
من جهته أكد الأستاذ حمد العمر عضو اللجنة العامة للانتخابات ورئيس الفريق الإعلامي أن الحملة الإعلامية والتوعوية لانتخابات أعضاء المجالس البلدية ركزت على التوعية والتثقيف في وقت واحد للتعريف بانتخابات المجالس البلدية وأهمية دور المواطن في هذه العملية، مؤكداً في هذا الجانب أن اللجنة العامة ووفقا لهذا التوجه الإستراتيجي عمدت منذ فترة مبكرة على وضع الخطة الإعلامية بطريقة مرحلية تتواكب مع مراحل الانتخابات المختلفة وتستخدم أساليب مبسطة ومتنوعة في إيصال الرسالة الانتخابية للمواطنين وحث في الوقت ذاته المواطنين على المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية.
وأشاد العمر بالدور الكبير والمؤثر الذي تقوم به الأجهزة الإعلامية المحلية، وأثنى على تفاعلها مع انتخابات أعضاء المجالس البلدية.
وقال: إن اللجنة العامة للانتخابات نظمت قبل انطلاق الحملة الإعلامية ورشة تدريبية شارك فيها 16 منسقاً إعلامياً من أمانات المناطق بالإضافة إلى أمانات كل من جدة، الأحساء، والطائف، تم في هذه الورشة مناقشة الخطة الإعلامية وخطة العلاقات العامة والخطة الإعلانية.
وأضاف: أن الورشة ركزت في أحد محاورها على توضيح أهمية الاتصال الشخصي بقادة الرأي في المجتمع المحلي وتنويرهم بأهمية المشاركة في الانتخابات والتذكير بالدور الذي يمكن أن يقوموا به بصفتهم قادة مؤثرين في المجتمع. مضيفاً أن الورشة تناولت أيضاً أهمية التوثيق الإعلامي لجميع مراحل العمل الانتخابي.
تنوع الوسائل
يشار إلى أن الخطة الإعلامية التي وضعتها اللجنة العامة للانتخابات جاءت شاملة روعي في تصميمها تنوع الوسائل الإعلامية؛ للاستفادة من إمكانات كل وسيلة وقدرتها على الوصول إلى فئة معينة من الجمهور، بغرض ضمان وصول رسالة اللجنة في التعريف بالانتخابات لكل المواطنين ودعوتهم للمشاركة فيها. فقد انطلقت الحملة الإعلامية عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية الحكومية والخاصة، ومن خلال التغطيات الصحفية التي قامت بها جميع الصحف السعودية، والصحف الإلكترونية، ورسائل الجوال، ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك واليوتيوب، بالإضافة إلى شاشات الملاعب الرياضية واللوحات الإعلانية في الشوارع وعلى الجسور.