|
الجزيرة - محمد العيدروس
أكد المدير العام لإدارة الشراكات والعلاقات الثقافية في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور سلطان الثقفي سعي المركز نحو تعزيز الشراكة المجتمعية، وتوسيع مفهومها، من خلال إشراك أكبر عدد من مؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية والخيرية في المسؤولية الاجتماعية نحو تعزيز ثقافة الحوار، والتركيز على مكونات المجتمع الرئيسية، وهي: الأسرة والمدرسة والمسجد.
وبيّن الدكتور الثقفي في حوار مع «الجزيرة» أن المركز أبرم نحو 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم وشراكة مع عدد من الجهات الحكومية والتعليمية والأهلية. موضحاً أن بعض الجهات التي أبرم معها المركز اتفاقيات لم تحقق ما كان يتطلع إليه المركز في هذا المجال.
وأشار الثقفي في الحوار الذي أجرته معه صحيفة الـ»الجزيرة» إلى أن المركز يعتزم إبرام خمسة مذكرات تفاهم وشراكة جديدة مع جهات حكومية وشبه حكومية؛ للوصول بثقافة الحوار إلى أكبر شريحة ممكنة من شرائح المجتمع.
وفيما يأتي نص الحوار:
أبرم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من الجامعات والجهات الحكومية والأهلية، ما الأهداف التي يتوقع المركز تحقيقها من تلك الاتفاقيات؟
- مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لديه هدف عام، هو نشر ثقافة الحوار، ولتحقيق هذا الهدف كان لزاماً على إدارة الشراكات والعلاقات الثقافية إبراز دور المركز في ترسيخ ثقافة الحوار ومبادئ التسامح والوسطية والاعتدال، من خلال الشراكة المجتمعية، وتوسيع مفهومها، وإشراك أكبر عدد من مؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية والخيرية في المسؤولية الاجتماعية نحو تعزيز ثقافة الحوار، مع التركيز على مكونات المجتمع الرئيسية، وهي الأسرة والمدرسة والمسجد، إضافة إلى تحقيق التكامل بين كل مؤسسات المجتمع وجميع إدارات المركز فيما يتصل بالنشاطات التي يقدمها المركز، وتطوير العلاقات الثقافية بين المركز والجهات التي تعمل في الإطار نفسه في الداخل والخارج. والمركز يبذل جهوداً كبيرة منذ تأسيسه لتفعيل مبدأ الشراكة والاستفادة من مختلف مؤسسات المجتمع في توسيع ثقافة الحوار، ويتطلع في المرحلة المقبلة إلى تفعيل دور الهيئات التعليمة والعلمية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني في مجال نشر ثقافة الحوار، وذلك من خلال تهيئة آلية للشراكة تقوم على التعاون والتنسيق في مجال تقديم البرامج التدريبية المتنوعة، التي تشمل الحوار المجتمعي والحوار الأسري والحوار التربوي والحوار الحضاري، واللقاءات الحوارية، والنشاطات الثقافية، والشبابية، وإعداد الدراسات والبحوث وطباعتها، وغير ذلك مما يعزز تنمية ثقافة الحوار ونشر مفاهيمه في المجتمع السعودي من خلال التعاون المشترك.
هناك مَنْ يرى أن ما يدعو إليه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في مجال نشر ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر يجابَه بثقافة مجتمعية ترفض الحوار وقبول المخالف؛ ما يُحِدّ من نشر ثقافة الحوار، كيف ترون ذلك؟
- تعلمون أن إشاعة وترسيخ قيم ثقافية جديدة تسهم في بناء اتجاهات سلوكية تحتاج إلى بعض الوقت في كل المجتمعات؛ لذا رفع المركز شعار «شركاء من أجل نشر ثقافة الحوار». ومن هنا تبرز أهمية عقد اتفاقيات الشراكة ومذكرات التفاهم بين المركز ومختلف مؤسسات المجتمع؛ وذلك بهدف نشر ثقافة الحوار والتربية عليها بين مختلف فئات المجتمع من خلال ما يقدمه المركز في مجال:
اللقاءات الوطنية للحوار الفكري.
البرامج التدريبية.
الدراسات والبحوث ودراسات استطلاع الرأي.
اللقاءات والندوات الحوارية.
اللجنة الشبابية وبرامجها المتنوعة.
الشراكات العلمية والثقافية.
ولأن المؤسسات التعليمية والإعلامية والدعويـــــة ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى الأسرة، هي ما يسهم في تشكيل الثقافة العامة للمجتمع ومدى تقبُّل أفراده الحوار أو رفضهم له؛ لذا كان تركيز المركز على هذه المؤسسات لدورها في تشكيل الوعي والثقافة العامة، وبهدف بناء اتجاهات إيجابية نحو ثقافة الحوار.
المركز استطاع توقيع نحو سبع عشرة مذكرة تفاهم وشراكة حتى الآن، هل تعتقدون أن تلك الجهات استطاعت بالفعل أن تقوم بدورها في هذا المجال؟
- بدون شك نسب نجاح تلك الجهات في تحقيق البنود التي نصت عليها تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم يتفاوت من جهة لأخرى؛ فهناك بعض الجهات التي لمس منها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تعاوناً كبيراً وفاعلاً في مجال نشر ثقافة الحوار في مختلف المجالات. وإذ نشكرهم على ذلك فنتمنى استمرار التواصل وتطويره إلى آفاق أرحب. وهناك بعض الجهات التي لم تحقق ما كان يتطلع إليه المركز في هذا المجال؛ وعليه ندعوهم بكل المحبة إلى تفعيل مذكرات التفاهم والشراكة الموقَّعة بيننا وبينهم لنشر ثقافة الحوار وتطوير الشراكة المجتمعية كما هو المأمول، وكما نصت عليه مذكرات التفاهم.
وهل ستعيدون النظر في مذكرات التفاهم التي لم يتم تفعيلها؟ وكيف سيتم ذلك؟
- حقيقة، إن المركز ما بين فترة وأخرى، ومن خلال اللجان المشكَّلة لهذا الغرض من داخل وخارج المركز، يقوم بتقييم كل نشاطات المركز، وإدارة الشراكات والعلاقات الثقافية ليست استثناء من ذلك، وهي تقوم الآن عبر كل أشكال التواصل بِحثّ تلك الجهات على تفعيل بنود الشراكة ضمن المسؤولية الاجتماعية والشراكة المجتمعية والاتفاقيات الأدبية التي نعمل جميعاً على تعزيزها وتفعيلها في المجتمع السعودي خدمة لنشر ثقافة الحوار.
هل هناك مذكرات تفاهم جديدة يعتزم المركز إبرامها في المستقبل القريب؟
- نعم، يعتزم المركز إبرام عدد (5) مذكرات تفاهم وشراكة جديدة مع جهات حكومية وشبه حكومية؛ للوصول بثقافة الحوار إلى أكبر شريحة ممكنة من شرائح المجتمع. لكن المركز يعمل بجد لتفعيل مذكرات التفاهم القائمة وتحديد آليات وبرامج زمنية محددة لتنفيذها؛ لتكون أنموذجاً قائماً يمكن القياس عليه، قبل أن ينطلق في توسيع دائرة الشراكات ومذكرات التفاهم، للتأكد من حرص الجهات التي تطلب التعاون وأنها ستقوم بتنفيذ الشق الذي يخصها.
وما الدعم الذي يمكن أن يقدمه المركز للجهات التي يبرم معها مذكرات التفاهم لتعميم ونشر ثقافة الحوار؟
- المركز يتولى تدريب منسوبي الجهات التي يتم الاتفاق معها على كل الحقائب التدريبية التي يقدمها المركز؛ ليتولوا من جانبهم تدريب زملائهم وزميلاتهم والمستفيدين والمستفيدات من خدمات تلك الجهات؛ لإيصال مفاهيم الحوار الوطني إلى جميع فئات وشرائح المجتمع. وكذلك تهيئة إقامة النشاطات المشتركة في مجال ثقافة الحوار، والاهتمام بالدراسات المشتركة والتنسيق لتضمين بعض المناهج التعليمية المفاهيم التي تكرس ثقافة الحوار، وتزويدهم بكل إصدارات المركز وإقامة المعارض والأركان التعريفية في أماكنهم ومشاركتهم نشاطاتهم وفعالياتهم.
ألا ترون أن مذكرات التفاهم والشراكة تكاد تنحصر في موضوع التدريب، فيما يمكن للمركز الاستفادة من بعض الجهات في مجالات أخرى لنشر ثقافة الحوار؟
- للمعلومية، المركز يسير بأجنحة عدة لنشر ثقافة الحوار، والتدريب على أهميته الكبرى في بناء الاتجاهات وتعديل السلوك يُعَدّ واحداً من مسارات عمل المركز وأنشطته التي تشتمل على الدراسات والنشر في مجال ثقافة الحوار ودراسات استطلاع الرأي واللقاءات الوطنية للحوارات الفكرية، التي تناقش مختلف القضايا الوطنية، والحوارات النوعية، والتي تناقش عدداً من القضايا الحيوية، وكذلك المعارض والندوات وبرنامج سفير الحضاري، وبرنامج بيادر للعمل التطوعي، وقافلة الحوار ومقهى الحوار، وكذلك الحوارات الإلكترونية على موقع المركز وقناته على اليوتيوب، ودور مشرفي المناطق الذين يتكونون من 34 مشرفاً ومشرفة لتفعيل برامج المركز وتحقيق أهدافه في مناطقهم ومحافظاتهم. وما إدارة الشراكات والعلاقات الثقافية من خلال اسمها وما تقوم به إلا أنموذج مصغر للمركز في مجال التعاون مع الجهات الرسمية والأهلية في تحقيق أهدافه، وتوسيع دائرة نشاطاته من خلال مذكرات التفاهم والشراكة.