|
تقديم بقلم جاسم العساكم عضو جماعة الشعر بالنادي الأدبي بالأحساء
لأن الإعلام بصوره المتعددة، ابتداء من الإذاعة المدرسية ولوائح الحائط وليس انتهاء بآخر ما وصلت إليه الأرقام الإلكترونية من تقنية إعلامية مبهرة، ولأن الإعلام هو المبلِّغ عن الأحداث، وهو الشاهد الفعلي على الوقائع والمجريات، وهو غرفة العمليات التي تتصل بالجمهور مباشرة.. إذ إنه لم يعد مجرد ذلك الناقل للخبر، أو مجرد النقلة النوعية في الشكل، وبخاصة مع ظهور الإعلام الحديث بشتى وسائله، كان هذا اللقاء.
ولوعي نادي الأحساء الأدبي الذي أدرك بذائقته العالية هذه القيمة الكبيرة كانت له هذه الالتفاتة، التي أثبت من خلالها أنه لا يتلفت سوى باتجاه الجمال؛ ليستدرج هذه الليلة أحد المتورطين إعلامياً وثقافياً إلى مصيدة المحبة، ويختطفه من أضوائه إلى أضوائه، ومن حضوره إلى حضوره، ومن محبيه إلى محبيه؛ ليكون معه هذا اللقاء في هذا المساء الحافل.
حيث كان لسماء الأحساء في مسائها هذا كل الحق وهي ترش رذاذ غيومها المعطرة على المسالك والدروب التي أخذت تضخ عشاق الإبداع عبر خيط شفيف من الشوق يقودهم إلى (مزرعة الحمرا/ الجبر) لحضور هذه الفعالية التي آل القائمون من خلالها ألا يقفوا سوى إلى جانب الدفاع عن كل ما هو جمالي ومبدع.
شكراً بحجم الثناء كله لأسرة الجبر في مزرعتهم الحاضنة أبداً للجمال، شكراً بحجم الثناء كله لنادي الأحساء الأدبي الذي ما زال يصل رحمه بالرواد الأفاضل.. وهو يخصص هذه الليلة التكريمية وفاء منه لشخصية ذات حضور إعلامي وطابع ثقافي مفعم، شخصية اختارت لنفسها أن تدور في فلك الإنجاز، تلمست دربها بحرفية عالية، وأتقنت صناعة الحرف والكلمة المجنحة حتى حجزت لنفسها مكاناً بهياً في مشهدنا الإعلامي السعودي منه والعربي.
فأهلاً وسهلاً بسعادة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير إحدى أعرق الصحف السعودية، والقلم النازف بسيول الثقافة والفكر والإعلامي البارز والمتحدث اللبق، وأهلاً بكم أيها الإخوة الكرام في ضيافة البهاء والتواصل والإبداع.
استهلالاً، نستمع إلى قصيدة شعرية ترحيبية من نزف الشاعر المبدع الأستاذ/ سعد البراهيم.
إن النادي حين يحتفي بسيرة مبدعة كسيرة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك فإنه بذلك يُكرِّس مفهوم النموذج والمثال الذي لا بد أن يحتفى به في العطاء؛ حيث إن الأستاذ خالد قدَّم ما قدَّم استجابة لنداء الحقيقة ونزوعاً تجاه الألق وترويضاً لروح وثابة لا تعرف الكلل والملل.
ولأن النادي كذلك في احتفائه بالمبدعين إذن يقف الآن على هذه المنصة سعادة الدكتور/ يوسف بن عبداللطيف الجبر رئيس النادي لإلقاء كلمة ترحيبية بهذه المناسبة.
للوطن أيضاً حضور لا يغيب، وعودة إلى الشعر ومع شاعر كان له مؤخراً من الحضور الإعلامي نصيب لافت وكبير؛ وذلك لتصدره فائزاً في مسابقات متتالية عدة؛ حيث حلَّ أولاً في مسابقة راشد بن حميد الثقافية، وثانياً في مسابقة البردة الثقافية، وأولاً في مسابقة الشارقة للإبداع، وجميعها كانت على مستوى الوطن العربي للشباب، ومع الأستاذ/ حسن بن مبارك الربيح مهنئين له جميع إنجازاته.
إن شهرة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك المليئة بالضوء حد الدهشة لم تدعه شيئاً مذكوراً في تقديمي المليء بالتقليدية حد الفراغ، خاصة أن سيرته أفصحت عنه وفضحته فضيحة قلب عاشق.
وإذا استعصى علي أن أختزل شخصيته في هذه السطور فإن شفيعي أن كلمتي هذه لا تستهدف رصد كل التفاصيل والحقائق الرقمية عن أعماله وخدماته الإنسانية وثباته والتزامه بمبادئه، وإنما هي محاولة للإطلال من شرفة الإعجاب على حياته التي تعددت أهدافها الإنسانية وطموحاتها العظيمة في تحقيق وإنجاز مشاريع أصبحت من الحيوية بمكان.
وقد هيمنت الجزيرة بقيادته على المشهد الإعلامي الكبير لما تمتاز به من حضور لافت ورعاية شاملة لكبرى المهرجانات والاحتفاءات الرسمية، ولإصداراتها المتميزة المتمثلة في تكريم الشخصيات ذات العطاء كالقصيبي وعبدالله بن خميس وغيرهما.والمالك إضافة إلى ذلك فهو نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين.
إضافة أيضاً إلى ما يختزله في رصيده الحياتي من علاقات رسمية واجتماعية وطموح أكسب شخصيته أهمية تضاف إلى مكانته الشامخة.
له الكثير من الزوايا والعديد من الإصدارات الثقافية والإبداعية، وحيث إن هذه الورقة لا تتسع لتشمل جميع جوانبه الحياتية فاسمحوا لنا قبل أن نبدأ الحوار معه بأن نستمع إلى كلمة يلقيها على أسماعنا عن تجربته الإعلامية، بعدها نتيح الفرصة لأخذ المداخلات. فليتفضل مشكوراً.