منذ متى وحنو التربة لرطوبة الماء شغف؟
ولهفة الطريق لنهب الأقدام انتظار؟
وترقب المحبرة لرشف اليراع وَلَه؟
وتوق الروح لمولد الأحلام نهم؟
وكل تنبيضٍ لحلقة الربط جدٌ..؟
وكل عزم لمثول النبتة، ونهج الطريق، ودفق المحبرة، وجسد الحلم سعيٌ..؟
حتى النملة الصغيرة والصقر الكبير كذلك يحنان كما التربة.. يتلهفان كما الطريق.. يرقبان كما المحبرة.. يتوقان كما الروح..
يصنعان بالنبض حلقة الربط بجد السعي.. ومثول العزم..
حتى شفاء الحبيب، وفرحة القريب، ونجاح الأريب، وسلام الغريب.. حنو، ولهفة، وترقب، وتوق..
بصدق الوفاء.. وجد الدعاء..
بشغف الاستجابة سعياً لها.. وانتظارها عملاً من أجلها..
إذ من المحال أن ترطب تربة بلا جدول ماء.. أو يُنهب طريق دون اتجاه.. أو تدرٌّ محبرةٌ بلا مداد..
أو يتجسد حلم بلا عزم..
ثمة مكمن لمكتَنز الأسئلة..
وكثير من العلامات تتحرك كما أوراق ملونة بأيدي البريئين من الأطفال، مسطرة برموز أمانيهم، وعفو دلالاتها، لكنها تحمل مؤشرات مستقبلهم..
درباً واسعاً، وحلماً ضخماً بسعة السماء..
وسلماً مديداً بارتفاعها..
ربما تحتاج الحياة لإجابات تتسق والمساءلات التي تزدحم بها صدورهم.. ولا يعرفون كيف يعبرون عنها، تُعجزهم قدراتهم على تأويلها..
بينما الآتي من زمنهم هو كشاف لما سيكون منها، أو لن يكون..
فليس كل مساحات التراب في الأرض ندية..
ولا كل المحابر روية..
ولا كل الطرق آهلة..
إنها مكامن تضج..
وبوتقات تنضج..
والمعبرون عن الأحلام نـُدرة.