يعجبني كثيراً البحريني المخضرم سعيد الحمد، ببساطته وعمقه في برنامجه الأسبوعي المباشر حوار مفتوح على تلفزيون البحرين مساء كل اثنين..

كيف لا وهو الرجل الذي عاصر 3 أجيال خليجية، (فالعم سعيد) يملك كريزما تجعلك تتسمّر أمام الشاشة بسبب أسلوبه المدعوم بالشهادات والوقائع التي يوردها، والحقائق التي يكشفها بصراحته وجراءته وتلقائيته...

مؤخراً تناول الأزمة الداخلية في بلده بنكهة (بحرينية صرفة) تدلّل على طيبة هذا الشعب المسالم، وبدأ بالحديث عمن شاركوا بالمظاهرات والتخريب (فرداً فرداً) طبعاً لا علاقة لها (بزنقة زنقة الشهيرة)، وكأنه يحدثك عن هوشه داخل إحدى الحارات، فمثيرو الفتنه يعدّون على الأصابع وهم معروفون لديه (شخص شخص وبيت بيت)، إلاّ أنّ ما يهمنا هنا هو تناوله عن تلك الأصوات الخارجية التي يُدفع (بها) أو (لها) الله أعلم.. لأجل تزوير الحقائق عن البحرين وأهلها.. وهنا تحديداً مربط الفرس.. حيث كشّر الحمد عن أنيابه وسرعان ما فضح تاريخ هؤلاء بدءاً من عبد الباري عطوان، مطالباً إيّاه بالكف عن وصف ما يدور في البحرين بالحركة السلمية، ومهدداً بفضح ملفه مع الأزمات العربية بالوثائق الشهيرة، بدءاً من (ياسر عرفات مروراً بصدام حسين)، وانتقل بعد ذلك (العم سعيد) بحديثه عن صورة الشهيد البحريني المزعوم الذي انتشرت وأثّرت في الناس، بعدما أخرجها المحامي خالد الشطي في قناة الوطن الكويتية (وهو بالمناسبة محامي لأحد من تطاولوا بالسب والشتم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)، وأذهل الحمد الجميع باستضافة صاحب الصورة الحقيقي (ميعاد علي) الذي اعترف أنه تعرّض لعملية نصب وأنه حي يرزق مبدياً (اعتذاره للوطن)، لأنه لم يتوقع أن تستغل صورته التي تم تعديلها بالمكياج لتجعل منه وكأنه عُذِّب وقُتل على يد الأمن البحريني بهذه الطريقة...

طريقه تناول الأمور الهامة وكشف الحقائق وما وراءها بهذا الأسلوب البسيط غير المتكلف، يجعلني أتساءل نحن في الخليج ألا نحتاج للكثير من أمثال سعيد ممن عاصروا أحداثاً هامة وشخصيات مؤثرة مرّت بمنطقتنا، لتنوير الرأي العام على الأقل (بالسليقة) التي نفهمها لا (بالطريقة) التي يفهمها من يتحدث إلينا من المحللين والمتابعين والكتّاب، دون تكلّف أو تسلّق أبراج عاجية لمخاطبتنا عن الحقائق؟...

فألف تحيه لك سعيد الحمد على هذه الصراحة والخبرة التاريخية والمعلوماتية، وكثر الله من أمثالك وحفظ الله البحرين العزيزة من كل مكروه...

وعلى دروب الخير نلتقي.