يبقى تدني تعليمنا هو السبب الحقيقي لتخلفنا عن اللحاق بالنمور الآسيوية، لم يشفع لتعليمنا كونه وصل إلى كل شبر في بلادنا. ولا كونه يتمتع بميزانية تعادل ميزانيات دول في منطقتنا، ولا كونه ينفذ في بلاد تمثل الثقل الروحي والسياسي للعالم الإسلامي، وتتمتع بعمق سكاني مناسب، وتنعم باستقرار سياسي وأمني. ورغم كل هذه المعطيات الإيجابية عجز تعليمنا عن إخراجنا من نفق العالم الثالث، وإليكم تفسيري لهذا العجز:
1 - نعم نحن نبذل المال في التعليم ولكننه بذل بلا رؤية تحدد أولوية الصرف ومنطقيته.
2 - نعم نحن نبذل المال ولكن دون أن نسأل هل حققنا من الأهداف ما يوازي المال المصروف.
3 - نعم نحن نضع المال تحت تصرف قياداتنا التعليمية ولكننا نادرا ما نخضعها للمساءلة عما أنجزته بهذا المال، نعم نحن ننقق المال ولكنه قد يضيع هدرا بسبب تخلف بعض نظمنا الإدارية والمالية.
4 - نعم نحن نقدم تعليم ولكننا مشغولين بنشره والتباهي به عن تطويره.
5 - نعم لدينا قيادات تعليمية ومدرسية ولكن آليات اختيارها لا تبدو فعالة.
6 - نعم ثقافتنا في الأصل ثقافة عظيمة ولكن الثقافة الشائعة اليوم في مدارسنا ثقافة خانقة للإبداع ومحاربة للتفكير الناقد العقلاني بل وقاتلة للفردية.
7 - نعم طورنا تعليمنا ولكنه غالبا تطوير ظاهري لم يصل إلى الجوهر.
8 - أما ثالثة الأثافي فتتمثل في تجاهلنا لمرحلة رياض الاطفال وهي مرحلة تشكيل وتأسيس التفكير العلمي وبناء العادات العقلية المنتجة.