مع بروز وسائل الإعلام الاجتماعي بمختلف أنواعها مثل الفيسبوك وتوتيتر واليوتيوب والمدونات الخاصة والبريد الإلكتروني وغيرها نُظِر لها على أنها من أدوات الموضة التي يجري خلفها الجيل الجديد، إلا أنه ومع مرور الوقت ثبت العكس؛ فقد باتت جميعها اليوم وسائل اتصال رئيسة، يستخدمها غالب الناس حول العالم، بل إنها اقتحمت عالم المال والأعمال، وأصبحت أكبر الشركات العالمية تعتمد هذه الوسائل للتواصل مع عملائها وسماع آرائهم. وأدى ظهور وسائل الاتصال الاجتماعية إلى نشوء قطاع خدمات جديد مساند لها؛ إذ تقوم شركات متخصصة عدة بمتابعة وتحليل قواعد البيانات الواردة من العمليات الإلكترونية، بدءاً من الرسائل البريدية والنصية بمختلف أنواعها وصولاً إلى عمليات الشراء والبيع. ونظراً لأهميتها المتزايدة دخلت وسائل الإعلام الاجتماعي ضمن مناهج التدريس في برامج ماجستير إدارة الأعمال لدى أبرز الكليات العالمية على غرار كلية «إنسياد» وكلية «هارفرد» لإدارة الأعمال، بل وحتى في جامعاتنا السعودية.

وبحسب الدراسات من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على التسويق في وسائل الإعلام الاجتماعي إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2013 - 2014 وفقاً لأندرو ستيفن، الأستاذ المساعد في التسويق لدى كلية إنسياد لإدارة الأعمال، الذي يشير إلى أن الجهات العاملة في قطاع مبيعات التجزئة من أفراد ومؤسسات باتت تركز على التفاعل مع المشترين. وقد ازدادت أهمية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لنشر العلامة التجارية خلال الفترة الأخيرة حيث يستطيع جمهور المستهلكين أن يؤثر بفعالية في أي علامة تجارية وفي وقت قصير. لكن التأثير قد لا يكون إيجابياً بالضرورة بسبب النفوذ الذي بات الأفراد العاديون يتمتعون به الآن، وهو تغيير لم تخطط العديد من الشركات لمواجهته بعد، لكنه ينبه إلى ضرورة استخدام هذا النفوذ لتحقيق أهداف الشركة خاصة التسويقية منها.

إن التسويق على شبكة الإنترنت باستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي الجديدة قد بدأ بتشكيل نموذج جديد في عالم التسويق والإعلان، ومن المتوقع أن يقود ذلك التغير إلى تغيير كبير في صناعة الإعلان التقليدية من خلال الانتقال بشكل كبير من الإعلان عبر الصحف والمجلات والتلفاز إلى وسائط الإعلان الاجتماعي؛ حيث تتركز وتوجد شريحة كبيرة من المستهلكين في تلك البيئة.