يشتهر في مقاهي مصر العتيقة وحتى تلك «المودرن» مشروب «حلبة الحصى» وتجتهد المرأة المصرية لجعل» سي السيد « يتناول الحلبة في بداية النهار «لترمم عظمه « ويبقى مفتولا قويا في مواجه يوم شاق من العمل ليعود آخر النهار نشيطا بعكس نسائنا في الخليج اللاتي لا يأبهن أصلاً إن تناولنا كوب «موكا «أو» كوفي لاتيه « أو «ساندويتش كبده « فالأمر سيان وكأنه لا يعنيهن في شيء !!

فنحن معشر «رجال الخليج « يبدو أننا منسيون من نسائنا بحسب إحدى الدراسات التي أكدت أن نحو 85% من السعوديين يخرجون من منازلهم دون تناول «وجبة الإفطار»!! وتكون نساؤهم في سبات عميق في هذا الوقت تحديداً ومحدثكم على رأس هذه القائمة

عموماً فوائد الحلبة لا تعد ولا تحصى وهذا تأكد لي في زيارتي الأخيرة للقاهرة فقد كنا 4 أصدقاء لكل منا غرض مختلف من الزيارة نسكن سوياً في إحدى الفنادق الشهيرة في» مصر الجديدة» نفترق نهاراً ونجتمع ليلاً.

أنا شخصيا تربطني صداقات كبيره مع زملائي السابقين في» ماسبيرو «فقد عملت معهم ما بين عامي 2002م و 2005م وتعلمت منهم الكثير فكنت أزورهم لرد الجميل وتعلم المزيد فالمصريون لهم فضل كبير على الكثير من العرب وكان السائق ينتظرني بسيارته الخاصة وأرهقه بكثرة أعمالي اليومية هناك وتنقلاتي.

في آخر الأيام قررنا أن نستمتع بسهرة بريئة نحن الأصدقاء الأربعة حتى لو كانت في مكان» غير بريء» في إحدى عوامات النيل « فصرفت السائق» ليعود لمنزله استعدادا ليوم جديد ونحن سوف نتآخر في سهرتنا والتاكسي المصري (على قفى من يشيل)

المقصود أننا خرجنا من «العوامة» قرابة الثالثة فجرا !! وكل من يخرج من هذا المكان ليس بالضرورة أن يكون «بريئاً» في نظر أصحاب سيارات الأجرة وأشكالنا نحن الأربعة كانت توحي بذلك «من الإرهاق طبعاً» استقلينا أول سيارة بيجو مقابل «20 جنيهاً « الرحلة من النيل إلى مصر الجديدة تستغرق قرابة 25 دقيقة عندما يكون «كبري 6 أكتوبر» سالكاً وساعة عند الزحام.

سائق التاكسي وهبه الله بسطة في الجسم فقد كان مفتول العضلات محشورا في مقعده «خلف المقود» يخرج يده اليسرى من الشباك ليمسك بالسلة في الأعلى ويده الأخرى تتعاقب على السيجارة وكوب الحلبة «في مشهد احترافي!!

«ونحن نصارع النوم ولا يُسمع في السيارة إلا «صوت أم كلثوم ورشفات الحلبة من فم صاحبنا مع أنغام شخيرنا نحن الأربعة « مما يوحي بعدم براءتنا!!

وفجأة وقفت السيارة في مكان مختلف عن ما اتفقنا عليه وقال السائق «حمدا لله عالسلامة يا شباب « فصرخنا بصوت واحد هذا ليس المكان المقصود!!

فتأكد له أننا فائقون ومصحصحون وعلى «سنجة عشرة « حتى ولم يكن بأيدينا «حلبة حصى « !!

فرد علينا بفكاهة أهل مصر «الله هو أنا قلت لحضراتكم انزلوا لا سمح الله دنا بقول حمدا لله عالسلامة بس وصلنا مصر الجديدة»وبسأل مكانكم فين «يابشوات»

أكملنا طريقنا إلى الفندق وبعدها قررنا ألانسير في الشارع دون أن يكون مع كل منا كأس «حلبة حصى».

حتى لا يساء الظن بنا!!