في غفلة منا، وفي احتياجاتنا الملحة لأرزاق تأتي من حيث لا ندري، تهبط علينا جوائز مغرية بأرقام مليونية، وسيارات هي من الأفخم في العالم. هذه الجوائز تصلنا وكأنها مخصصة لنا، وكأن لجنة الاختيار انتقتنا، بالصدفة العادلة. وحينما نقرأ قرار اللجنة التي أجرت عملية القرعة، نكاد نموت من الفرح، وذلك لأن القرار مدموغ بأسماء وأرقام هواتف وشعارات لشركات عالمية، ما يعني أن المسألة صحيحة، ولا مجال للتشكيك فيها.
بعد وصول إيميل الفوز، وبعد مباركة اللجنة وأعضائها، يصل إيميل آخر، تطلب فيه اللجنة المنظمة، معلومات عن الاسم الكامل والعنوان والهاتف وغيرها من المعلومات. بعده، يأتي إيميل يؤكد وصول المعلومات، ويفيد بأن شركة البريد العاجل التي سترسل لك شيك الجائزة وإيصال تسليم السيارة من الوكيل في السعودية، ستتواصل معك لتعرف العنوان الذي ترغب أن يصلك الطرد عليه. ثم ترسل لك الشركة على الإيميل، خطاباً عليه شعارها وهواتفها، تبلغك فيه أن معلوماتك وصلت، وأن عليك أن تختار طريقة من طريقتين لاستلام الطرد. الطريقة الأولى ستكلفك 1500 ريال، والطريقة الثانية، وهي أسرع، ستكلفك 2000 ريال، وما عليك إلا أن تحول المبلغ على حساب الشركة.
في هذه اللحظة، وقع الفأر في المصيدة، وتم شفط 1500 أو 2000 ريال، من جيبك الخاوي، الحالم بالملايين المتبخرة، التي كانت وسيلة خداع محبوكة بشكل قد يوهم كثيرين بأنها صادقة.
- مبروك لكل الفائزين!