ما أروع الصحف حينما تأخذ وجهتها الصحيحة في سبيل العناية بقضايا الوطن والمواطن من خلال ما يكتب فيها من مقالات للنخبة من كتابها المتميزين ولاسيما من ذوي التخصصات العلمية والروئ الناضجة مما يتهيأ لهم من مواد الفكر وتنوع الأساليب والقدرة على تلمس أهم القضايا ومعالجتها لكن ما يصم البعض من هؤلاء ووقوفهم عند صغائر الأمور على حساب قضايا أمتهم الأهم التي هي الأولى بالرعاية والعناية والتي ليس من بينها مواضيع مما يتعلق بعثرات رجال الحسبة وقضايا الحجاب للمرأة في هذا البلد أو ذاك وقضية فرضه من عدمه ونحو ذلك. لا أحد يمكن أن يعتريه من القلق وعذابات الانتظار مثلما تلك المعلمات اللائي يعانين من متاعب العمل خارج المدن بعيداً عن الأطفال والزوج والسكن ويعيشون على أمل نقلهم ليلتئم شملهن تحت سقف ذلك البيت الواقع داخل المدينة والذي يفصله عن مقر العمل مسافات طويلة تستغرق الوقت ما بين الفجر والغروب وحين يأتي يوم الأمل يوم أن تنشر بيانات النقل للمعلمات كما في كل عام يسر البعض ويصاب البعض الآخر بالمزيد من الألم والحسرة، والمثير للدهشة أن يأتي من بين من لم يشملهم النقل معلمات تجاوزت مدد عملهن ما فوق العشر سنوات والاثنتي عشرة سنة مدة طويلة تحمل معها الآلام وعذابات بلا حدود.. إن النساء غير الرجال يا وزارة التربية والتعليم هل خفي على المسؤولين ما يتعلق بظروف النقل ووسائله ناهيك عن ظروف الأطفال صغار السن وما يتعرضون له من مخاطر بسب الأمراض مما يتطلب وجود الأم بالضرورة بقربهم لتلقي عنايتها التي قد لا يوفرها الاعتماد على الخادمة الأجنبية كل ذلك وتبقى المعلمة برغم عظم دورها كأم وربة بيت ومعلمة لما فوق العشر سنوات والاثني عشر عاماً تعاني من العناء والمشقة.. أين لم الشمل؟ الأمر يتطلب مزيداً من المراجعة والدراسة أملاً في الوصول إلى حل يحد من بقاء المعلمة لمثل هذا المدى من السنوات الطويلة خارج المدينة حيث سكنها وزوجها هذا ما نأمله ونرجو أن توفق وزارة التربية والتعليم في إيجاده. من الأشياء الجميلة ما يلاحظ من رجوع البعض من المواطنين لقراهم حيث يسعى البعض لإقامة منازل لهم بالقرب من أطلال منازل الآباء والأجداد كما يسعى البعض الآخر لشراء قطع الأراضي الزراعية ليقيم عليها المجمعات السكنية وإذا كان الأمر بالنسبة للفئة الأولى مما يسر فإن ما تقوم به الفئة الأخرى فيه تعد وإضرار بالوطن لأن الأرض الزراعية يجب أنبقى زراعية وإن لم يبد أن هناك حاجة لها الآن.. إنها مصادر الخير لمن حولها فيما مضى ومن يدري فقد تكون كذلك في المستقبل بفعل ما قد يحدث من تطور في أساليب الزراعة وتنوعها وإقبال الناس عليها، فحري بالجهات المختصة أن تحول دون التمادي في مثل ذلك فلسنا نعاني من نقص في الأراضي التي يمكن إقامة المجمعات السكنية عليها ولاسيما في تلك القرى ذات الأراضي الشاسعة.
a-n-alshalfan@hotmail.com