من يلوح بإشارة التنبيه لأهمية التفاعل بشكل جاد مع انعكاسات الهجمة الإليكترونية في مجال التواصل الاجتماعي عبر وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الإنترنت لا يبتعد عن الحقيقة، حيث بات هذا المد المعلوماتي واقعاً ملموسًا يجدر بالجميع مواكبته والتعاطي معه بشكل صحيح.
فنحن إذن بحاجة إلى ثورة إدارية تواكب هذا التحول النوعي، ليسهم هذا العمل الإداري في استخلاص كل ما هو جديد في مجال احتياجات المجتمع لا سيما في حالة التعاطي مع المواقع والقنوات المعلوماتية، وأهمها مسألة النشر الإليكتروني الذي بات يؤثر في الكثير من الرؤى ويسهم بشكل أو بأخر في استخلاص التوجه وبناء قاعدة معلوماتية يمكن أن تبنى عليها أي قرارات، بمعنى أنه بات نظاماً جديدًا يحدد الأهداف ويرسم التطلعات ليحل بدلاً من نظام الاستبانة القديم، أو طرح التصويت ومداولات الاجتماعات العادية والعمومية التي أصبحت بالفعل محدودة الأثر.
الأمر الذي يمكن تأكيده أن الأنظمة الإليكترونية والمعلوماتية رغم شموليتها تظل خاملة أو شبه نائمة في بعض المجتمعات؛ نظرًا لأن لدى تلك الشرائح بعض الأولويات من قبيل البحث عن اللقمة والمقعد المدرسي والعلاج.
فلا يختلف اثنان على أن الإعلام الجديد والنشر الإليكتروني المتطور هو حوار المستقبل الذي ينبغي لنا أن نكون فيه، إما من قبيل الإنشاء والعمل والتفاعل، أو من قبيل الإدارة وتسهيل المهمات لا سيما وأن الجيل الجديد هو من ستكون له الكلمة الفصل في بناء منظومات المجتمع المختلفة.
ومن هذه المنظومات سعي النشر الإليكتروني إلى كشف احتياجات المجتمع لجرعات تعليمية ومعرفية مهمة، وكذلك توطيد العلاقة بين المنتج والمستهلك في مجال الغذاء والدواء من أجل سلامته وسهولة الحصول على ما يحتاجه، مع أهمية جودته وثبات أسعاره.
فالنقلة النوعية في مجال النشر الإلكتروني جاءت مفاجئة ومذهلة، لنراها وقد خرجت من خانة التسلية ومداعبة المواقع الحسية والطاقات الغريزية إلى تحول نوعي في مجال الرصد الجاد والتقويم الفعلي وتحديد الأبعاد، وهذا ما تؤكده شركات المعلومات ومحركات البحث العالمية والإقليمية والمحلية التي لاحظت التحول النوعي من خانة البحث عن التسلية واللهو إلى متابعة المواد الجادة بنسبة بلغت ثلاثة أضعاف ما هو رائج قبل نحو عام.. من هنا يتأكد أن الحوار الإليكتروني يجب أن يكون شاملاً ومؤثرًا ويتطلع إلى الأفضل.
hrbda2000@hotmail.com