قطـــع اللاجــؤون الفلسطينيون المقيمون في صور اللبنانية 43 كيلو متراً ليصلوا إلى وطنهم فلسطين الذي يحتله الإسرائيليون.
فلسطين لم تكن في كل الأحوال بعيدة جغرافياً ولا روحياً ولا وطنياً عن هؤلاء اللاجئين، وكل الفلسطينيين، إلا أن اللاجئين في لبنان قدموا وسيلة جديدة لتحرير فلسطين بلا تكاليف إضافية فقط أن يغض النظر عن عملهم هذا «حرس إسرائيل العرب».
عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من لبنان وصلوا قبل ظهر أمس إلى منطقة مارون الرأس الحدودية في جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة في مسيرة العودة إلى فلسطين في الذكرى الثالثة والستين للنكبة.
وغير بعيد عن مارون الرأس، وصل آلاف من الفلسطينيين إلى هضبة الجولان والتحم معهم السوريون من قرية مجدل شمس المحتلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي واجهت حالة جديدة من الكفاح الفلسطيني... كفاح بأسلوب سلمي؛ فهؤلاء اللاجؤون لم يحملوا السلاح وتوجهوا إلى أرضهم للعودة إلى وطن سلب وترك ثلاثة وستين عاماً، حفلت بالكثير من الإحباطات والنكسات، وأطلق على العام الذي احتلت به «العصابات اليهودية» فلسطين بعام النكبة الذي يؤرخ لما قامت به العصابات الصهيونية عام 1948م بعشرات المجازر التي راح ضحيتها عشرات الآلاف وتهجير وطرد مئات الآلاف الآخرين إلى دول الجوار جراء تلك المجازر سقطت 213 قرية أو بلدة، وتم إخراج زهاء 413 ألف عربي فلسطيني من ديارهم، قبل انسحاب القوات البريطانية، فيما هجرت 60% من القرى والبلدات في المرحلة التالية، أدت إلى ترحيل 65% من اللاجئين، بينما طرد جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي 122 قرية، طرداً مباشراً، وتم إخراج أهالي 250 قرية عبر هجمات عسكرية، وأهالي 50 قرية أخرى تحت ضغط هجوم قادم، و12 قرية بتخويف الأهالي من المذابح المتوقعة، و38 قرية بسبب الخوف من هجوم إسرائيلي مسلح. وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير 221 قريبة تدميراً شاملاً وحوالي 134 قرية تدميراً جزئياً، و52 قرية تدميراً جزئياً أو بسيطاً فيما لم يتمكن هذا الجيش من الوصول إلى 11 قرية نجت من تدميره.
هذه المأساة التي صنعها الصهاينة وساعد على تكريس هذا الوضع المأسوي مساندة الدول الغربية للكيان الإسرائيلي الذي قام بكل هذه الكارثة بدءاً بالدور الأهم لبريطانيا التي سلمت فلسطين للصهاينة ونهاية بأمريكا التي جندت كل إمكانياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية للحفاظ على إسرائيل كقوة احتلال تمارس كل أساليب القمع والاضطهاد.
jaser@al-jazirah.com.sa