سألتني ذات مرة طالبة في «ماجستير إدارة الأعمال» عن شرح مبسَّط لعبارة «وظيفة إدارة المخاطر». بعد بضع دقائق من الأجوبة المتلعثمة، أوضحت لها أن إدارة المخاطر هي عملية تحديد وقْع الأحداث غير المرتقبة ومنحها الأولوية والتخفيف من وطأتها. بمعنى آخر، هي شكل من أشكال التخطيط البديل لحالات الطوارئ، في إطار مقاربة استباقية.
لقد جعلني سؤالها أفكّر في مَن يتولى فعلياً مسؤولية إدارة المخاطر في المنظمات والشركات. تقع المخاطر في أشكال متعددة، وعادةً ما تعالج وظيفة إدارة المخاطر الرسمية أسوأها. في المستشفى، على سبيل المثال، ينصبّ التركيز على المريض والمخاطر القانونية.
إلا أن المديرين يواجهون أنواعاً عدة من المخاطر الأخرى يومياً أقل وضوحاً، ولا تستقطب الاهتمام ذاته نتيجة ذلك. وتتضمن هذه المخاطر:
* المخاطر على المشاريع: فور إطلاق مشروع، قد تؤدي عوامل عدة إلى تجاوزه الميزانية المحددة، أو تأخّر إنجازه، أو حتى فشله. وبصفتك مدير مشروع، يتعيَّن عليك التفكير دائماً بالمخاطر التي قد تعرِّض المشروع للخطر.
* المخاطر على السمعة: تستمد الشركات من سمعتها قيمة كبيرة، إلا أن السمعة قد تتأثر سلباً بسهولة. لنأخذ مثلاً الضرر الذي لحق بشركة «غولدمان ساكس» السنة الفائتة عندما دافعت بغطرسة عن قراراتها بشأن «التزامات دين مضمونة» اعتُبرت على نطاق واسع أنها متناقضة مع اكتراث الشركة المعلن لعملائها.
* المخاطر على الزبائن: يشكل العملاء قِوام كل مؤسسة. إن رفضوا منتجاتك أو خدماتك، ستبوء أعمالك بالفشل. لذا، ينبغي على الشركات توفير أكثر من مجرد الأمور المطلوبة منها، عليها المبادرة لإيجاد أساليب أخرى من أجل إضافة القيمة.
إن أحد المواضيع الشائعة حالياً بين المديرين هو إحاطتهم الضرورية بكيفية الإقدام على المخاطرة، الأمر الذي قد يبدو متناقضاً مع مفهوم إدارة المخاطر. إلا أن طريقة التفكير هي ذاتها في الحالتين إلى حدٍ كبير، فمن أجل الإقدام على المخاطرة بفعالية، عليك استباق التَبِعات المحتملة لأعمالك، ومن ثم اتخاذ قرار صائب بشأن السير قدماً أو لا.
أما أحد الأساليب لمعرفة كيفية الإقدام على المخاطرة فهي التوصُّل إلى إدراك أكبر بشأن أوجه إدارة المخاطر التي ينطوي عليها عملك. إن تمكّنت من تحسين قدرتك على تحديد المخاطر التي تواجهها الشركة والتخفيف من وطأتها، ستتحلى بثقة أكبر للإقدام على المخاطر المطلوبة للابتكار.
(*) هو مدير شريك في مؤسسة «شافر كونسلتنغ»، وشارك في تأليف كتابين بعنوان The GE Work-Out وThe Boundaryless Organization. أما إصداره الأخير فهو بعنوان Simply Effective