بدأت الحرب الإعلامية والشد والضغط مابين وزارة العمل وبين رجال الأعمال وظهرت على السطح عبارات من رجال الأعمال: (إن السعودة إذا لم تتم بالتحفيز والتشجيع لن تحدث بالإجبار... نحن متمسكين في برنامج السعودة (5) في المئة وننتظر الآليات التي سيطبق من خلالها البرنامج الجديد نطاقات... لو ألزمت كل شركة أو مؤسسة بتوفير وظيفة أو وظيفتين للسعوديين لحلت المشكلة خصوصا أن عدد العاطلين لا يتجاوز 400 ألف عاطل كما ورد في إحصاءات وزارة العمل) انتهى... وقبل هذه المواجهة كانت هناك حروب طويلة خاضها د غازي القصيبي -رحمه الله- وزير العمل السابق حين أقر نظام سعودة الشركات بنسبة (5) بالمئة وهددوا رجال الأعمال بتفكيك مصانعهم والاتجاه إلى دبي وقال القصيبي كلمته الشهيرة سأحتفل مع أي شركة تفكك مصانعها في السعودية وتنقلها للخليج... وهنا الحدث يعيد نفسه مع الوزير عادل فقيه وزير العمل عندما أعلن عن برنامج تحفيز المنشآت لتوطين الوظائف نطاقات ,وسوف يستمر هذا الصراع الذي تصبح فيه الغلبة دائما لرجال الأعمال وأرقام العطالة والبطالة تزيد مع مرور الوقت ويزيد عدد المتقدمين الباحثين عن العمل, وبالمقابل تتزايد مبادرات وطروحات وزارة العمل: السعودة (5) بالمئة وبديله تحفيز المنشآت نطاقات بألوانه الأخضر والأصفر والأحمر... وبرنامج حافز للبطالة...وبرنامج جدارة للباحثين عن الوظائف في وزارة الخدمة المدنية... لكن ما نخشاه أن تكون سياسة وزارة العمل والوزارات الأخرى هي مجرد إطلاق مبادرات وطرح أفكار وتوجهات تكتب على ورق أما على أرض الواقع يبقى شبابنا وشاباتنا معلقين بآمال المبادرات والطروحات وأحاديث المستقبليات وأيضاً على هامش الندوات واللقاءات, وبالتالي يأتي وزير ويغادر آخر والجهات تطلق حزمة من المبادرات الورقية والتسويق الإعلامي وفي نهاية الأمر ما يريد تمريره وتنفيذه رجال الأعمال هو الذي يتم. في حين أن طروحات المسؤولين يسكت عنها وتتلاشى مع ضغوط رجال الأعمال... حتى (5) بالمئة من سعودة الوظائف مازالت الشركات تماطل وتتراخى ولا تنفذها رغم تهديد ووعيد وزارة العمل مرة بالاحتفال في تفكيك المصانع والآن بألوان الطيف الأخضر والأصفر والأحمر وبرامج نطاقات وحافز وجدارة فالبطالة لا تحل باستجداء رجال الأعمال وحفلات العلاقات العامة.