إذا منحتنا يا الله الألم فلا تجردنا من نعمة الإيمان
وإذا أسبغت علينا نعمة الابتلاء
فهب لنا نعمة الصبر
دعنا يا الله سبحانك ندرك أن السعادة قد تكون درساً صعباً
وأن الألم وحده هو الأستاذ المتمكن الذي يملك كيف يهجينا أبجدياتها
تماماً مثلما قال طاغور
الدرس الذي على الإنسان تعلمه ليس هو أن الألم موجود في هذا العالم لكن أنه يتعلق بنا أن نستخلص فائدة منه وأنه بإمكاننا تحويله إلى فرح.
سرير صغيرتي تحول خلال شهرين مضت إلى الكون كله
صار هو خريطة العالم التي أدور فيها وحولها
لا أرصد إلا تحركات مجموعة الاستشاريين الذين يشرفون عليها، ولا أسمع إلا تصريحاتهم ولا أناقش إلا قرارتهم؟
الأمومة سر عظيم
قد يغمض جفن الأب للحظات بعد تعب يوم طويل
لكن الأمومة تهب جسد الأنثى مقاومة مذهلة.. تجعلك تدرك عظمة الخالق حين وهب المرأة خاصية الاستيلاد والإنجاب!
غرفة ابنتي في المستشفى هي «الزنقة» التي دخلتها ونسيت العالم خلفي
لا أقرأ إلا ما يساعدها على الشفاء ويساعدني على الصبر ولا أتابع إلا الجديد عن ألمها المفاجئ!
كنت لا آكل إلا لكي أبقى قوية من أجل ألا تستيقظ ولا تجدني بجوارها أمسح على شعرها الجميل وأقرأ لها القرآن!
كانت سجادتي هي عالمي الذي أستمد منه القوة. وكان الصندوق الذي دخلته وأتوق للخروج منه هو ألم ابنتي، كنت أعلم أن باب الصندوق في السماء ولا يفتحه إلا الدعاء الصادق والإيمان بقدرة الله سبحانه وأنه يسمعنا جميعًا بلا وسيط!
أشكر الله سبحانه وأحمده أن اختبرني ومنحني نعمة الصبر وألبسني ثوب القوة، وأتم شفاء ابنتي وأسأله سبحانه أن يشفي كل مريض وأن يفرح قلب كل أم بشفاء صغارها وتمام عافيتهم.
وأشكر كل من سأل عني وساندني وخفف عني لا أراكم الله جميعًا مكروهًا في أنفسكم وفي من تحبون.
fatemh2007@hotmail.com